الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه
خالد بن الوليد رضي الله عنه هو أحد صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن به ومات وهو مؤمن به، وله دور عظيم وكبير في نشر الدين الإسلامي ونصرة المسلمين وحاربوا واستشهدوا وضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله عز وجل.
نبذة عن سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه
هو خالد بن الوليد بن المغيرة ويطلق عليه أبي سليمان من قبيلة بني مخزوم، ولد في مكة وهو أحد أشراف قريش وتعلم الفروسية أمه لبابة بنت الحارث، وخالته أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وكان له ست إخوة وأختان،عرف خالد بن الوليد بالدهاء العسكري وتميز بالذكاء وكان سببا في إنتظاره في العديد من المعارك.
تزوج من كبشة بنت هوذة بن أبي عمر وله منها ولد اسمه سليمان، ثم تزوج من أم تميم الثقفية وأنجبت عبد الله وقتل في العراق ومات، ثم تزوج من بنت أنس بن المدرك وأنجبت عبد الله وهو ابنه الأكبر وعبد الرحمن وهو أشهر أولاد خالد بن الوليد رضي الله عنه والمهاجر، وأدرك سيدنا النبي عليه افضل الصلاة والسلام في حياته، مدحه رسول الله صلّى الله عليه وسلم قائلاً عنه: (نعمَ عبدُ اللهِ خالد بن الوليد سيفٌ من سيوفِ اللهِ).
إسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه
أسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في السنة الثامنة من الهجرة وكان عمره أربعين عاما، وذلك بعد صلح الحديبية وأيضا فتح مكة المكرمة، وكان سبب في عدم انتصار المسلمين في غزوة أحد، وسبب إسلامه رسالة تركها له أخوه عن مدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعجبه وذهب إلى سيدنا رسول الله وأعلن إسلامه بين يديه، ولقبه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيف الله المسلول، في معركة مؤتة وكأن المسلمين لم يفرقوا بين خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم وأرضاهم.
بعد دخول خالد بن الوليد رضي الله عنه الإسلام أجتهد في نشر الدين الإسلامي ونصرة المسلمين في أنحاء المملكة العربية السعودية وبلاد الشام، وكان قائد عسكري عظيم وله العديد من الإنجازات في عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين.
أعمال خالد بن الوليد رضي الله عنه
شارك خالد بن الوليد رضي الله عنه في غزوة مؤتة وهي أول غزوة بعد دخوله الإسلام، وقام بخداع جيش الروم وانسحاب هو وجيشه إلى المدينة وذلك بعد قتل القادة الثلاثة وبعدها وأنقذ جيش المسلمين.
شارك في معارك كثيرة منها معركة اليمامة ومعركة الردة وقام بهزيمة مسيلمة الكذاب.
جعل سيدنا محمد رسول الله خالد بن الوليد رضي الله عنه أحد الكتائب الإسلامية وذلك بعد فتح مكة المكرمة.
شارك خالد بن الوليد رضي الله عنه في غزوة تبوك وغزوة حنين وشارك أيضا في معركة اليرموك وكان قائد على الجيوش الإسلامية.
له دور كبير وعظيم في تدمير إمبراطورية الفرس وتدمير جيوشها، وكما قام بهدم العزي حيث أصبحت شبه الجزيرة العربية كان منفردا وقائدها خالد بن الوليد رضي الله عنه وتحت قيادة العسكرية.
صفات خالد بن الوليد رضي الله عنه
تمتع خالد بن الوليد بقوة الجسم وكيف اختلط على المؤمنين يوم غزوة مؤتة بينه وبين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وأرضاهم، قال خالد بن الوليد عن نفسه (قَدِ انْقَطَعَتْ في يَدِي يَومَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أسْيَافٍ فَما بَقِيَ في يَدِي إلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ).
يتصف خالد بن الوليد بالكرم والعطاء والجود وكان دائما عطاء ويعطي الهدايا إلى أشراف العرب وذلك من ماله الخاص، ومضحي ومحب للناس الآخرين عن نفسه.
يتصف بالرأي والحكمة والمشورة وعرف عنه الذكاء وعمق التفكير، كما يتصف بالشجاعة، فقال أبو بكر فيه: "عجزت النساء أن يُنشئن مثل خالد"،
يعلم خالد بن الوليد رضي الله عنه بأحكام الجهاد ولكن على قدر ضئيل بالعلوم الشرعية الأخرى، مثل باقي صحابة رسول الله.
يتمتع خالد بن الوليد رضي الله عنه بالفصاحة والبلاغة حيث أنه خطب بعد مبايعة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأثني عليه الجميع كما أثنى عليه أحد الشعراء.
قصص رائعة عن خالد بن الوليد رضي الله عنه
غزوة مؤتة وهي نفس السنة التي أسلم فيها خالد بن الوليد رضي الله عنه سنة ٨ هجرى، كان جيش المسلمين ٣ ألف مقاتل بينما جيش الروم ٢٠٠ ألف مقاتل وحدثت في هذه الغزوة بطولات عظيمة، وأمر سيدنا رسول الله القائد زيد بن حارثة، فإن قتل تولى بعده جعفر بن أبي طالب، ولما توفي تولى بعده عبدالله بن رواحة، ولما استشهدوا جميع القادة تولي ثابت بن أقرع أخذ الراية، حيث قال للمسلمين أدلكم على رجل شجاع ودلهم على خالد بن الوليد.
أعاد خالد بن الوليد رضي الله عنه وحدة الصف وترتيب الجيش من جديد، ثم بذكائه وشجاعته أخر جيش المسلمين وبعد ذلك قدمهم ناحية العدو على مدد، وظن العدو أن جيش المسلمين عدد لا حصر له، مما وقع في نفوسهم الخوف وضعفت عزيمتهم، ويرجع السبب فى تراجع المنظم من قبل المسلمين وعلى رأسهم خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى سياستها الفريدة والذكية ويفضل الله عز وجل وأكتفي خالد بن الوليد بتلك الضربة مما تراجع جيوش الروم، ورأى أن لا يقحم المؤمنين في معركة غير متكافئة، واعتبر ذلك سيدنا رسول الله فتحا.
وفاة سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه
مات خالد بن الوليد رضي الله عنه في حمص وقيل في المدينة المنورة، وفي إحدى وعشرين من الهجرة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان عمر سيدنا خالد ٥٥ عام، وترك سيفه وفرسه للجهاد في سبيل الله، وقال سيدنا خالد وهو يحتضر، وقال: "لقيت كذا وكذا زحفاً، وما في جسدي شبر إلّا وفيه ضربة بسيفٍ، أو رمية بسهمٍ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء".
الدروس المستفادة من قصة سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه
تعليم الأجيال القادمة فن الحرب وسياسة القتال بالطريقة الصحيحة والخدع سواء الكر والفر ووضع خطة من أجل تحقيق الأهداف والنصر للمسلمين.
الدنيا هي ممر يعبر بها إلى الحياة الخالدة الباقية وهي الآخرة ولقد رأينا صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ضحوا من أجلنا حتى يبقى الدين الإسلامي.
المؤمن يعمل جميع الأعمال الصالحة من أجل إرضاء الله عز وجل ومحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحفاظ على آل بيته، كيف استحملوا اصبروا من أجلنا.
الكلام عن سيدنا رسول الله وصحابته رضوان الله عليهم لن ينتهي جميع الغزوات والانتصارات الإسلامية، وحياة سيدنا النبي وصحابته حافلة مملوءة بالصعوبات والأحداث التي تدل على الصبر والكفاح والمعاناة من أجل من، نعم من أجل من؟، من أجلنا نحن الأمة الإسلامية وتحمل وصبر على إيذاء قريش له وإلى أصحابه وآل بيت النبي، حتى تصل الرسالة والدين الأسلامي إلى الأمة كاملة في جميع أنحاء العالم.
المراجع
↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3846، صحيح.
↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن قيس بن أبي حازم، الصفحة أو الرقم: 4265، صحيح.
^ أ ب ت عبد العزيز العمري (2010-9-7)، "جوانب من الحياة الشخصية لخالد بن الوليد "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتصرّف.
↑ بسام العسلي (2012)، قادة فتح بلاد الشام والعراق (الطبعة الأولى)، بيروت، لبنان: دار النفائس، صفحة 155-156، جزء 1. بتصرّف.
↑ الفتوى: 78063 (2006-10-16)، "موقف خالد بن الوليد يوم حنين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ بتصرّف.
↑ عبد الستار المرسومي (2013-06-19)، "معركة اليرموك معركة غيّرت مسار التاريخ"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتصرّف.
↑ أنور الجندي، من أعلام الإسلام (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع الدار القومية، صفحة 18. بتصرّف.