-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

تفسير الرؤى والأحلام في الإسلام

تفسير الرؤى والأحلام في الإسلام

الرؤى والأحلام في الإسلام



دائمًا ما يتطلع البشر إلى معرفة المستقبل ليتمكنوا من رؤية ما ينتظرهم فيه، ويحاولون اللجوء إلى الكهنة والعرافين لمعرفة الغيب كقرأة الفنجان، وأبراج الحظ، وهذا منهي عنه لقوله صلى الله عليه وسلم ((من أتى كاهنًا أو عرَّافًا، فصدَّقه فيما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد))؛ رواه أحمد والبيهقي.


ولكن الله سبحانه وتعالى يرسل لنا بشرى في منامنا تنبأنا بالمستقبل أو بجزء منه وهي الرؤيا الصالحة، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (لم يبقَ بعدي من النبوة إلا المبشراتُ)) قالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: ((الرؤيا الصالحة)).

أقسام ما يراه النائم في منامه

الرؤى


ومفردها الرؤيا، وهي تعتبر أصدق ما يراه النائم في نومه، حيث أن رموزها تكون واضحة، والتعبير عنها يكون سهلًا.

الأحلام


ومفردها حلم، وهي عبارة عن تلاعب من الشيطان بالإنسان، ويحدث غالبًا عند نوم الإنسان على غير طهارة، وعند عدم قول أذكار النوم.

الصور والمواقف


وهي الصور والمواقف التي غلبت على تفكير الإنسان في حال يقظته، وكذلك عند الأكل كثيرًا والنوم.

دليل تلك الأقسام

قوله صلى الله عليه وسلم:


((إن الرؤيا ثلاث، منها أهاويل من الشيطان؛ ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهيم به الرجل في يقظته، فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة))؛ رواه ابن ماجه.


وقد قيل أن الرؤى تكون في الخير والحلم في الشر لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان)) رواه البخاري.

كيف تكون الرؤيا الصالحة من النبوة؟



لأن النبوة عبارة عن نذر وبشارات وتشريع ومعجزات، وإخبار بالغيب، وفي الرؤيا الرؤيا بشرى وإخبار بما يقع، وهذا يعني أن النبوة لم يتبقى منها إلا المبشرات، وهي الرؤيا الصالحة، حيث يبشر الله سبحانه وتعالى بها عباده الصالحين
 قال تعالى: ﴿ أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 - 64]

شروط رؤية رؤيا صادقة

 هناك بعض الشروط التي يجب على الإنسان الإلتزام بها ليرى رؤية صادقة وهي

  • الصدق في الأقوال والأفعال.
  • الكسب وأكل الحلال.
  • الإلتزام بما أمر الله به، واجتناب ما نهي الله عنه.
  • النوم على طهارة مستقبلًا القبلة.
  • الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى.
  • قول أذكار المساء النوم وقرأة القرآن حتى تغلق عيناه.

يقول بن القيم رحمه الله تعالى: "ومَن أراد أن تَصدُق رؤياه، فلْيتحرَّ الصدقَ، وأكْلَ الحلال، والمحافظةَ على الأوامر والنواهي، ولْيَنَمْ على طهارة كاملة مستقبلاً القبلة، ويَذكُر الله في غالب أحيانه، ويذكر الله حتى تُغلق عيناه، فإن رؤياه لا تكذب ألبتةَ، وأصدق الرؤيا ما كان بالأسحار، فإنه وقت التنزُّل الإلهي، واقتراب الرحمة والمغفرة، وسكون الشياطين، وعكسه رؤيا العشاء عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية".

آداب الرؤيا الصالحة

الرؤيا الصالحة لها آداب عديدة منها:

  1. حمد الله وشكره عليها.
  2. عدم التحدث بها إلا مع من يحب.
  3. سؤال الله تحقيقها.
  4. ألا يخبر بها حاسدًا أو حاقدًا. 

حقيقة الرؤى

هي أمثال مضروبة، يضربها المللك المكل بالرؤيا ليفهم منها الرائي ويستدل على نظيرها، ويعبر منها إلى شبيهها.

مواقف الأنبياء مع الرؤيا

للأنبياء مع الرؤيا مواقف عديدة ومنها:


رؤية سيدنا إبراهيم أمر من الله تعالى بذبح إبنه في المنام، قال تعالى:


﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102].





سيدنا يوسف من الله سبحانه وتعالى عليه بمقدرة تفسير الرؤى، قال تعالى:



﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [يوسف: 6].


وأيضًا سيدنا يوسف عليه السلام رأى في منامه الشمس والقمر الكواكب يسجدون له، كما في قوله تعالى:


{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } [يوسف: 4]



وكانت هذه بشارة إلى أنه سيكون عزيز مصر، وسيسجد له أبيه وأمه وإخوته، وقد حدث ذلك كما في قوله تعالى:



{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا } [يوسف: 100].

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رأى أنه يدخل مكة في المنام قبل أن يدخلها فكانت هذه بشارة من الله له، قال تعالى:



﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 27]


وأيضًا أن الله سبحانه وتعالى بشر سيدنا محمد في منامه أنه ثبت المسلمين في غزوة بدر، قال تعالى:


﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الأنفال: 43].


وقد كانت جميع رؤيا الأنبياء حق فالنبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرى رؤية إلا ووقعت له مثل فلق الصبح، وأمهات المؤمنين كن يرين نبأ عند الحمل كما حدث مع أم النبي صلى الله عليه وسلم حين وضعته، فقد رأت نورًا أضاءت له قصور الشام.


هل تعتبر رؤية النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا صادقة؟


نعم تعتبر رؤية النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا صادقة وبشرى لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من رآني في المنام، فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يتمثَّل بي)).وأوصاف النبي صلى الله عليه وسلم معروفة فمن رأى رجل فيه كل أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم فقد رأى النبي عليه الصلاة والسلام.

ما الذي يجب فعله عند رؤية الأحلام المزعجة؟

يجب على المسلم أن يقوم بعدة أمور عند رؤية الأحلام المزعجة وهي:

  • أن يستعيذ الله سبحانه وتعالى من شرها، وشر الشيطان.
  • أن يتفل أو يبصق عن يساره ثلاثًا.
  • أن يصلي ركعتين عند استيقاظه.
  • أن يغير الجهة التي كان نائمًا عليها.
  • ألا يحدث بها أحدًا أبدًا.

من يؤول الرؤيا



لا يجب على أي أحد تأويل الرؤيا فهي فتوى لا يقولها إلا صاحب علم كما جاء في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ﴾ [يوسف: 43].


ويجب على المفتي أن يؤولها بخير لما في الحديث:





عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كانت امرأةٌ من أهل المدينة لها زوجٌ في التجارة، فأتتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن زوجي غائبٌ وتركني حاملاً، فرأيتُ في المنام أن سارية بيتي انكسرتْ، وأني ولدتُ غلامًا أعورَ، فقال: ((خيرٌ، يرجع زوجُك - إن شاء الله - صالحًا، ويكون غلامًا برًّا))،

فذكرتْ ذلك ثلاثًا، فجاءتْ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - غائب، فسألتْها عائشةُ فأخبرتْها بالمنام، فقالتْ عائشةُ: لئن صدقتْ رؤياك، ليموتن زوجُك، وتلدين غلامًا فاجرًا، فقعدتْ تبكي، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((مه يا عائشة، إذا عبرتُم الرؤيا، فاعبروها على خير؛ فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها))؛ رواه الدرامي في سننه

أقرأ أيضا : 

المصادر 


  • سورة يوسف الاية 43
  • سورة الأنفال الاية 43
  • سورة الفتح الاية 27
  • سورة يوسف الاية 100
  • سورة يوسف الاية 4
  • سورة يوسف الاية 6
  • موقع الالوكة تم الأطلاع بتحفظ
  • جامع الأصول في أحاديث الرسول ج2- 469 - 1264









الاسمبريد إلكترونيرسالة