صلاة الاستخارة
إن صلاة الاستخارة هي ما يطمئن قلب الشخص
للإقبال على فعل معين أو الرجوع عنه ولأن الزواج يعتبر خطوة هامة جدا في حياة
الإنسان لذلك يقوم الكثير منا بأداء صلاة الاستخارة للزواج قبل الموافقة أو الرفض.
ويستشهد بعد ذلك بالعلامات التي يقدمها الله له سواء بالارتياح أو النفور من ذلك
الشخص أو برؤية رؤى في منامه توضح له إن كان هذا الشخص أهلا له أم لا، ومن الجانب
الآخر نجد أن هناك أشخاص لا يقبلون على فعل أي شيء إلا بعد استخارة الله فييسر لهم
الخير ويصرف عنهم الشر .
فإن كان الزواج في صالحه فييسره له الله وهذا ينطبق على جميع أعمال الفرد سواء في التجارة أو السفر وأيضا التعليم فالله وحده عالم الغيب واستخارته تسهل ما فيه خيرا للناس.
خطوات صلاة الاستخارة
تختلف صلاة الاستخارة عن الصلوات الفريضة
في كونها ركعتين فقد تكون بدون آذان ولا إقامة وتصلى في أي وقت ولكن اختلف الفقهاء
على كيفية صلاة الاستخارة فهناك من يقول أنها صلاة ركعتين بالدعاء أو أنها دعاء فقط أو
دعاء ولكن بعد صلاة الفريضة وفيما يلي سوف نوضح الأقوال الثلاثة:
هناك ثلاثة أقوال وردت من قبل الفقهاء
لأداء صلاة الاستخارة:
ويأتي القول الأول
حيث أن جميع المذاهب اتفقت أن صلاة الاستخارة تصلى منفردة دون فريضة فهي ركعتان
يلزم لهما عقد النية من المصلي ويدعو بدعاء الاستخارة بعد الانتهاء من الصلاة.
أما القول الثاني فيذهب فيه الحنفية
والشافعية والمالكية إلى أن صلاة الاستخارة يجوز أن تكون بالدعاء فقد دون صلاة
ركعتين وذلك إذا تعذر على الشخص الصلاة لعذر شرعي،
أما القول الثالث بعض المالكية وبعض
الشافعية فيقولون أنها تجوز أن صلاة الاستخارة تكون دعاء فقط ولكن بعد صلاة الفريضة أو النوافل مع
عقد النية أو بدونها.
ومن الجدير بالذكر أن المسلم يستحب أن
يصلي صلاة الاستخارة بقراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الركعة الأولى بينما يقرأ الإخلاص بعد
الفاتحة في الركعة الثانية ، ولكنه إذا صلى بغير تلك السور فلا جناح عليه.
دعاء الاستخارة
تعتبر صلاة الاستخارة روح المسلم حيث أن
لها أهمية كبيرة في تسهيل أمور الحياة ولهذا يلجأ لها الشخص قبل القيام بأي عمل
حتى يرجو من الله التوفيق وتسهيل الأمر وبها يدعو الله أن يختار له الأفضل ويبعد
عنه الشر وقد ذكر البخاري دعاء الاستخارة حيث قال:
(كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعلم المسلم الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم
احدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم أنى أستخيرك بعلمك، واستقذرك
بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فأنت تقدر ولا اقدر ونعلم ولا اعلم وأنت علام
الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو
قال عاجل أمري وآجلة فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا
الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجلة فاصرفه عني
واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به قال: ويسمي حاجته)
صلاة الاستخارة
للزواج
لا شك في أن كل شخص منا يريد أن يوفقه
الله في اختياره لشريك حياته لهذا فنلجأ إلى صلاة الاستخارة للزواج قبل الموافقة أو الرفض
وذلك لا يقتصر على النساء فقط بل أيضا الرجال يصلون الاستخارة قبل التقديم لخطبة
الأنثى حتى يرى ما فيه خير له، فيبين الله له الدلائل التي توضح هل يستمر في هذا
الزواج أم يتراجع عنه وتظهر العلامات في الارتياح النفسي للعروس أو التسهيل في
الاتفاق مع الأهل.
وتصلي العروس استخارة الزواج ليتبين لها
هل توافق أو ترفض ويوضح لها الله الخير من الشر عن طريق الشعور بالراحة تجاه
المتقدم لخطبتها أو عن طريق رؤية رؤى حسنة تجعلها توافق أو ترى ما لا يسرها فترفض
الزواج منه وفي جميع الأحوال يوفقهما الله للخير، وتعتبر صلاة الاستخارة سنة عن
رسول الله يحث عليها كل من يريد التوفيق في عمله أو حياته.
بينما قد تصلي السيدة أيضا الاستخارة
لتسأل الله هل تستمر في زواجها أم تلجأ إلى الطلاق وذلك عند حدوث مشاكل بينها وبين
زوجها ويبين لها الله العلامات لتعرف الخير من الشر فالله رحيم بنا ولذلك فقد حثنا
على الاستخارة وحثنا الرسول صلي الله عليه وسلم أيضا عليها.
دعاء صلاة الاستخارة للزواج
هناك فرق بين الصلاة العادية وصلاة الاستخارة
للزواج وهذا الفرق يتمثل في الحديث المخصص للاستخارة فقد قال رسول الله عليه الصلاة
والسلام: (اكتم الخطبة، ثم توضأ، فأحسن وضوءك، ثم صلّ ما كتب الله لك، ثم احمد ربك
ومجده، ثم قل: اللهم إنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وأنت علام الغيوب فإن رأيت
في فلانة – تسميها باسمها – خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فأقدرها لي وإن كان
غيرها خيرا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي ذلك).
ويعتبر هذا الدعاء هو أساس صلاة الاستخارة مع اختلاف سببها حيث يسمي الشخص حاجته ضمن الدعاء ويمكن للشخص أن يقول ذلك الدعاء فقد
دون صلاة إذا كان لديه عذر يمنعه من الصلاة، ويسهل الله له الخير فيما يراه له خيرا،
لذلك فقد حثنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث عليها الصحابة قبل إتمام أي
عمل فيجب استخارة الله في جميع أمور حياتنا.
أقرأ أيضا
أقرأ أيضا
المراجع
↑
مجموعة من الفقهاء (1404-1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)،
الكويت: دار السلاسل، صفحة 243، جزء 3.
↑الدر المختار
وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الفكر، صفحة 26، جزء
2.
↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر
بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1162، [حديث صحيح].