لله حكمة في كل ما يقول ويفعل وقد ولد سيدنا
عيسى بلا اب، وهو كلمة الله التي ألقاها إلى مريم، وقد أيده بالعديد من المعجزات
التي جعلته يهدي امة من الوثنين، ثم كانت معجزة صعوده إلى السماء، واليوم نتحدث عن
معجزة عودته وقتله المسيح الدجال والتي هي من علامات علامات القيامه الكبرى التي أخبرنا
عنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
نزول سيدنا عيسى عليه السلام في أخر الزمان
بعد خروج الدجال وأفساده في الأرض يبعث الله عز وجل عيسي عليه السلام في أخر الزمان ليقتله ويكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بالشام ، عليه مهرودتان ( ثوبان مصبوغين بورس ثم زعفران ) واضعا كفيه علي أجنحة ملكين ، اذا طأطأ رأسه قطر ، واذا رفعها أنحدرت منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يجد كافر ريحه الا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فينزل وقت الصلاة فيصلي خلف أمير تلك الطائفة
الأدلة على ثبوت نزول سيدنا عيسى من القران
والسنة كثيرة، والإيمان به واجب على كل مسلم لأن قول الله حق وقول الرسول عن بينة
من الله تعالى، والسبب في نزول سيدنا عيسى هو قتل المسيح الدجال، وسوف نتعرف على
الأدلة من القران والسنة التي وردت في هذا الموضوع.
الدليل علي نزول عيسى عليه السلام
أدلة نزول عيسي عليه السلام من القرآن الكريم
نستدل من القرآن الكريم على رفع سيدنا عيسى عليه السلام في قوله تعالى:
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)
وفي هذه الأية دليلا علي عدم قتل اليهود المسيح عليه السلام ولم يصلبوه ولكن رفعه الله عز وجل للسماء كما جاء في قوله تعالي ( اذ قال الله ياعيسي اني متوفيك ورافعك الي ) { ال عمران : 55}
وقوله تعالى في ثبوت النزول في قال تعالي
وتعد الاية دليلا علي نزول عيسي عليه السلام وأيمان أهل الكتاب قبل موته في أخر الزمان
وأما عن أدلة ثبوت نزول سيدنا عيسى عليه السلام
من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روي
وحديث جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول
2-تفسير القرطبي (105/16) ، تفسير الطبري (25/90-91)
3- رواه أحمد (329/4) (ح2921)
4-أخرجه البخاري (490/6-491) ، ومسلم (189/2-191) مع شرح النووي
5-تفسير ابن كثير (343/7)
6-رحلة للدار الأخرة - محمود المصري تم الأطلاع بتصرف
وفي هذه الأية دليلا علي عدم قتل اليهود المسيح عليه السلام ولم يصلبوه ولكن رفعه الله عز وجل للسماء كما جاء في قوله تعالي ( اذ قال الله ياعيسي اني متوفيك ورافعك الي ) { ال عمران : 55}
وقوله تعالى في ثبوت النزول في قال تعالي
{ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}[آية:61] سورة الزخرف.وقد فسر ابن عباس رضي الله عنه هذه الأية أن المقصود بها خروج عيسي بن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة كما ذهب أئمة التفسير(2) وغيرهم لهذا المعني أيضا . (3)
قول الله تعالي ( وإِن مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) النساء : 157-159
أدلة نزول عيسي عليه السلام من السنة النبوية
عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله ﷺ { والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتي لا يقبله أحد ، حتي تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا ومافيها }(4)
وحديث جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول
( لاتزال طائفة من أمتي يقاتلون علي الحق ، ظاهرين الي يوم القيامة ، قال : فينزل عيسي بن مريم ﷺ ، فيقول أميرهم : صل لنا ، فيقول : لا ، ان بعضكم علي بعض لأمراء ، تكرمة الله هذه الأمة )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال :
( الأنبياء اخوة لعلات ، أمهاتهم شتي ودينهم واحد ، واني أولي الناس بغيسي بن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وأنه نازل ، فاذا رأيتموه ، فأعرفوه )
نزول سيدنا عيسى وقتل المسيح الدجال
يظهرالدجال في أخر الزمان ويجوب الأرض كلها الا مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وتكثرأتباعه وتشتد فتنه وتعم ، ولا ينجو منها الا فئة قليلة من المؤمنين ، يأذن الله عز وجل بنزول عيسي بن مريم عليه السلام لقتله ، فينزل عند المنارة الشرقية في دمشق ، ويجتمع حوله المؤمنين ، فيسير بهم قاصدا الدجال عند بيت المقدس ، فيلحق به عيسي عليه السلام ويقتله عند باب لد
فعند رؤية الدجال لعيسي بن مريم عليه السلام يذوب كما يذوب الملح ، فيقول له عيسي ( ان لي فيك ضربة لن تفوتني ) فيقتله عيسي عليه السلام ويتبع المؤمنين أتباعه فيقتلونهم ، حتي يختبئ اليهود خلف الشجر والحجر ، فيناد الشجر والحجر : يامسلم ، ياعبد الله ، هذا يهودي خلفي تعال فأقتله الا شجر الغرقد ، فأنه شجر اليهود
ويسود في عهد عيسي عليه السلام الرخاء والبركة ، فيأمر الله عز وجل الأرض أن تخرج بركتها ويأمر السماء أن تنزل مطرها فيفيض المال وتذهب الشحناء والبغضاء .
نزول عيسى عليه السلام والحكمة منه
هل نزول سيدنا عيسى عليه السلام مجرد علامة من علامات الساعة الكبرى
التي اخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أنه ينزل فقط لقتل المسيح
الدجال حيث لا يقدر عليه غيره؟ هذا التساؤل يجيب عليه بعض اهل العلم بأن السبب
وراء نزول سيدنا عيسى هو الرد على مزاعم اليهود الذين قالوا بانهم قتلوه ولذلك قال
تعالى في كتابه الكريم{ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ
ۚ} (5) كما قيل أيضا أن من أسباب نزوله عليه السلام هو قرب دنو أجله ولأنه من اهل
الأرض فلابد من موته فيها ودفنه فيها حتى يبعث مع أهل الأرض. وقيل أيضاً أن سيدنا
عيسى طلب من الحق تبارك تعالى أن يكون من أمة محمد لما علم من صفاتهم؛فاستجاب الله
دعاءه، وابقاه حتى ينزل في آخر الزمان ليكون من امة محمد، ولكن الأصح من هذه
الأراء أن سبب نزول سيدنا عيسى كما رجحه العلماء أنه من علامات القيامه الكبرى التي
أخبرنا بنا بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه نزل لقتل المسيح الدجال بعد
أن ساد الفساد في الأرض.
صفة الوقت الذي ينزل فيه عيسى عليه السلام
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم وقت نزول سيدنا عيسى وبعد قتله المسيح
الدجال بأنه وقت رخاء ومطر وخير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الأنباء إخوة لغلات ، أمهاتهم شتي ، وبينهم واحد وإني أولي الناس بعيسي ابن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وأنه نازل فإذا رأيتموه فاعْرِفوه: رَجُلٌ مَرْبوعٌ إلى الحُمْرةِ والبَياضِ، عليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ، كأنَّ رأْسَه يَقطُرُ، وإنْ لم يُصِبْه بَلَلٌ، فيَدُقُّ الصَّليبَ، ويَقتُلُ الخِنزيرَ، ويَضَعُ الجِزيةَ، ويَدْعو النَّاسَ إلى الإسلامِ، فيُهلِكُ اللهُ في زمانِه المِلَلَ كُلَّها، إلَّا الإسلامَ، ويُهلِكُ اللهُ في زمانِه المَسيحَ الدَّجَّالَ، ثم تَقَعُ الأمَنَةُ على الأرضِ حتى تَرتَعَ الأُسودُ مع الإبِلِ، والنِّمارُ مع البَقَرِ، والذِّئابُ مع الغَنمِ، ويَلعَبَ الصِّبيانُ بالحَيَّاتِ، لا تَضُرُّهم، فيَمكُثَ أربعينَ سَنةً، ثم يُتَوَفَّى، ويُصلِّي عليه المُسلِمونَ)
مواضيع ذات صلة
المراجع
1-النهاية في الفتن والملاحم2-تفسير القرطبي (105/16) ، تفسير الطبري (25/90-91)
3- رواه أحمد (329/4) (ح2921)
4-أخرجه البخاري (490/6-491) ، ومسلم (189/2-191) مع شرح النووي
5-تفسير ابن كثير (343/7)
6-رحلة للدار الأخرة - محمود المصري تم الأطلاع بتصرف