طلوع الشمس من مغربها
هي من علامات الساعة الكبرى التي لابد من ظهورها قبل يوم القيامة قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ﴾، وهذه العلامة إذا ظهرت لا تقبل توبة العبد لذلك يلزمه التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها، فالشمس تأتي وتسجد إلى العرش فتستأذن فيأذن الله لها فتأتي وتسجد وتغير العالم العلوي بأمر الله.
الأدلة الدالة على طلوع الشمس من مغربها:
هناك بعض الأدلة التي تدل على طلوع الشمس من مغربها ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال ( لاتقوم الساعة حتي تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون ﴿فيومئذ لاينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)
عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطلع النبي ﷺ علينا ونحن نتذاكر، فقال: «ما تذكرون؟» قلنا: نذكر الساعة، قال: «إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم ﷺ، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» (رواه مسلم).
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريباً» (رواه مسلم).
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول ﷺ :(ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا وذكر منها طلوع الشمس من مغربها)رواه مسلم
دلائل طلوع الشمس من مغربها
قوله تعالي ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربم أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأت بعض آيات ربك لاينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون) الأنعام ١٥٨
وطلوع الشمس من مغربها يدل على انغلاق باب التوبة لأن العباد من هول منظر طلوع الشمس من مغربها يتوبون إلى الله من الفزع لأن شهواتهم تذهب وتختفي من الخوف فتكون توبتهم تحت تأثير الخوف والفزع لذلك لا يقبل الله توبتهم تحت هذا الضغط لأنهم لم يتوبوا وقت أن كانوا بإرادتهم.
وفي ذكره لأحاديث طلوع الشمس من مغربها يقول حافظ بن حجر : (هذه آثار يشد بعضها بعضا متفقة على أن الشمس إذا طلعت من المغرب؛ أُغلق باب التوبة، ولن يفتح بعد ذلك ، وذلك لا يختص بيوم الطلوع فقط ، انما يمتد إلى يوم القيامة )
تفسير العلماء لـ طلوع الشمس من مغربها:
بدأ العلماء يتنبئو أن في حالة أستمرار الأرض فى التباطؤ فى معدل دورانها حول محورها ستؤدي النتيجة طبقا للحسابات الرياضية والفزيائية أجزمت على أن الأرض سوف تتعرض إلى فترة من الأضطراب ثم تعكس أتجاه دورانها بدل من أن تدور الأرض من الغرب إلى الشرق سوف ينعكس هذا الأتجاه
وسوف تطلع الشمس من المغرب ويأتى العلم مفسراً طلوع الشمس من المغرب وهذا ما حدثنا عنه القرآن منذ أكثر من 1400 عاماً حينما قال الله تعالى (يغشي اليل النهار يطلبه حثيثا ) وهذا يدل على تقارب تعاقب الليل والنهار والذى كان سببه هو سرعة دوران الأرض حول محورها والذى كان فى بداية الخليقة
وقد ذُكر فى أيات كثيرا تعاقب الليل والنهار ولكن كانت هذه الأية الوحيدة التى ذكر فيها لفظ "حَثِيثًا" ليبين تقارب الليل والنهارالذى كان سببه هو سرعة دوران الأرض حول محورها ثم يأتى العلم والعلماء ليفسروه الأن فسبحان الله القادر على كل شئ بكل شئ ومقدر كل شئ عنده فى اللوح المحفوظ وذلك لقوله تعالى
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) المؤمنون ١١٥
حال الناس وقت طلوع الشمس من مغربها:
إذا طلعت الشمس من مغربها فإن الله لا يقبل الإيمان ممن لم يكن قبل ذلك مؤمناً، كما لا تقبل توبة العاصي، وذلك لأن طلوع الشمس من مغربها آية عظيمة يراها كل من كان في ذلك الزمان وتعتبر علامة فاصلة في علامات القيامه الكبرى ، فتنكشف لهم الحقائق، ويشاهدون من الأهوال ما يلوي أعناقهم إلى الإقرار والتصديق بالله وآياته، وحكمهم في ذلك حكم من عاين بأس الله تعالى كما قال عز وجل:
( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ) غافر 84 - 85