-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

الدولة العثمانية الإمبراطورية التي حكمت لمدة ستة قرون



مقدمة



الدولة العثمانية واحدة من اكبر الإمبراطوريات الإسلامية التي تكونت وامتد حكمها ليشمل مناطق من القارات الثلاث أسيا واوروبا وإفريقيا، وامتد الحكم عبر ست قرون كاملة شهدت فيه الخلافة العثمانية أوقات من الإزدهار وأخرى من الفوضى وحتى النهاية وسقوط الخلافة العثمانية واستقلال الدول التابعة لها، سوف نتعرف على ظروف قيام الدولة العثمانية وأهم حكامها، وأهم الولايات التابعة لها.

قيام الدولة العثمانية



قامت الدولة العثمانية كدولة لها مؤسس ومكان على يد أرطغرل الذي تمكن من اقتناص بعض من المناطق من الدولة السلجوقية الذي حارب من اجلها ثم أعلن قيام الدولة العثمانية، وخلفه على الحكم ابنه عثمان أو المؤسس كما يطلقون عليه، وبدأت من هناك الدولة العثمانية في التوسع وتكوين الإمبراطورية الكبيرة التي هابها العالم في وقت ما، خاصة بعد فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح أحد أبرز حكام الدولة العثمانية عام 1453م وسقوط الدولة البيزينطية.





تمكنت الدولة العثمانية التي تأسست عام 1299 أن تصل إلى تكوين تسع وعشرون ولاية خارجية تحت إمرتها في ثلاث قارات منها شمال إفريقيا، ومنطقة أسيا الصغرى ومنطقة جنوب شرق أوروبا، ومن ابرز الولايات العربية التي ضمتها الدولة العثمانية مناطق مصر وبلاد الشام، والحجاز، بعد سقوط الدولة المملوكية في مصر

حكام الدولة العثمانية



المؤسس عثمان: كان تأسيس الدولة العثمانية على يد المؤسس عثمان الذي مهد له الطريق والده أرطغرل وبدأ في وضع أسس الدولة ولقب "باديشاه ىل عثمان" اي الوالي أو العاهل أو الحاكم، وبدأ في توسيع حدوده على حساب دولة السلاجقة، وانتسبت الدولة العثمانية إليه بعد ذلك، وتوفي عام 1326 ليتولي ابنه أورخان دولة مستقرة نسبياً وبادئة في التوسع.






أورخان: تولى أورخان بعد وفاة والده دولة مستقرة إلى حد ما فبدا في تدعيم أواصر حكمه وتنظيم دولته والتوسع خارج الحدود ، وكون جيش الإنكشارية الذي زاع صيته فيما بعد، وشكل تهديد للقسطنطينة عاصمة البيزينطين في هذا الوقت الذين سعوا لاكتساب وده وتزويجه من ابنة إمبراطور الروم، ولكن هذا النسب لم يوقف الفتوحات التي قام بها أورخان في دولة البيزنطين حتى توفي عام 1360، ليتولى ابنه مراد الأول.






مراد الأول وابنه بايزيد: من حكام الدولة العثمانية الاشداء الذين توسعت الدولة في عهدهم ودخل الكثيرين في الإسلام، كما اهتموا بجمع الجزية وتكوين الجيوش القوية






محمد الفاتح: من اشهر حكام الدولة العثمانية والذي عرف بالفاتح العظيم لأنه تمكن من محاصرة وفتح القسطنطينية 1453 ليتخذها بعد ذلك عاصمة للدولة العثمانية وعرفت باسم اسطنبول ثم انتلقت إلى أنقرة، واصبحت الدولة العثمانية بعد فتح القسطنطنية دولة يهابها الجميع وتوسعت في بلاد أوروبا، و استمر العثمانيون يسيرون بنجاح في فتوحاتهم في أوروبا، وصلوا بلاد الصرب وشبه جزيرة المورة وبلاد ألبانيا إلى حدود البندقية، وحاول محمد الفاتح أن يفتح إيطاليا، ولكنه لم يتمكن من ذلك لكثرة مشاغله الداخلية.

الدولة العثمانية في مصر



تمكن العثمانيون بقيادة السلطان سليم الاول من الاستيلاء على الدولة المصرية في عهد آخر ملوك المماليك طومان باي الذي تم شنقه على باب زويلة، وبدأ الحكم العثماني لمصر منذ عام 1517م، واصبحت مصر ولاية تابعة للدولة العثمانية وطبقت فيها نظام الحكم الذي تم تطبيقه على كافة الولايات حيث تم وضع والي عثماني على مصر، وتقسيمها إلى مقاطعات وتعرف ايضا باسم سناجق، والسناجق تقسم إلى نواحي ومنها إلى حارات وعلى راس كل واحدة بداية من الوالي على رأس الولاية ثم الحكمدار أو البيك، ثم الصوباشي أو المساعد وهكذا حتى شيخ الحارة.






الضرائب أو الميري: كان الوالي على مصر يفرض الضرائب التي يتم جمعها للدفع إلى السلطان العثماني ولذلك كان الشعب يئن من كثرة فرض الضرائب ومن ابتزاز عمال الضرائب لهم ، واصابهم الفقر والعوز لأول مرة في حياة الشعب المصري في عهد سلاطين العثمانيين.





أحوال مصر في العهد العثماني



كان لنظام الحكم العثماني في مصر اثرة بالسلب على النمو والازدهار لأن السلطنة اعتمدت على قصر حكم الولاة على مصر واستبدالهم حتى لا يفكر احدهم في الاستقلال عن الدولة العثمانية، فكان شغلهم الشاغل فرض الضرائب.





امتلك السلطان العثماني كافة الأراضي الزراعية بينما ينتفع بها الفلاح مقابل الخراج، ولم يكن هناك اهتمام بتوسيع الرقعة الزراعية أو دعم الفلاحين لكثرة الإنتاج.





وما حدث في الزراعة حدث في الصناعة فلم يهتم الولاة على مصر بالصناعة بل زاد من تدهورها جمع الصناع المهرة ونقلهم إلى العاصمة اسطنبول وكان لهذا اثره على باقي المجالات وايضا على التجارة بين مصر والعالم والذي زاد من تدهوره تحول التجارة إلى طريق راس الرجاء الصالح الذي اكتشفه البرتغاليون.

الحالة الاجتماعية في مصر



ساءت أحوال الشعب المصري الاجتماعية بسبب نظرة التعالي التي ينظر بها العثمانيون لهم وعدم إنخراطهم في الوظائف الإدارية واقتصارها على العنصر التركي، وايضا عدم دخول المصريين في الجيش، وانعكست الحالة السيئة في الجانب الاقتصادي والاجتماعي على الحالة الثقافية وتدهور التعليم واقتصاره على الأزهر الشريف.

تاريخ الدولة العثمانية والعرب



سيطرت الدولة العثمانية على بلاد الشام والحجاز وفرضت عليها الحكم العثماني كما فرضته في مصر وأصبحت مجرد ولايات تابعة للدولة العثمانية وتم عزل المنطقة العربية عن العالم الذي سيطرت عليه الدولة العثمانية.






وتمكنت الدولة العثمانية من فرض سيطرتها على الجزائر بقيادة خير الدين بربروسة عام 1518م، ثم على تونس ثم طرابلس، ثم واصلت القوات زحفها حتى استولت على صنعاء، 1547م، ثم مسقط، 1551م وواصلت زحفها حتى رأس الخليج العربي، وبذلك بلغت أقصى مداها .



وبهذا تكون الدولة العثمانية قد سيطرت على المنطقة العربية واستمرت قبضتها حتى بدأت الدول في التهاوي والضعف شأنها شأن جميع المماليك والإمبراطوريات، وسوف نتعرف على عوامل انهيار الدولة العثمانية رغم الكثير من الإصلاحات التي حاولت القيام بها على فترات مختلفة خاصة بعد انتهاء عهد سليمان القانوني. توالت عمليات النهوض والانكسار حتى تدهورت الأحوال وبدأت الولايات في الاستقلال وتمرد الجيوش وغيرها من عوامل السقوط.

سقوط الدولة العثمانية



لم يكن سقوط الدولة العثمانية مفاجأ ولكنها مرت بالكثير من الفوضى والضعف والانكسار ورغم محاولة بعض الحكام إصلاح هذه الامور إلا أنها زادت في التدهور داخليا وخارجيا وتعرضت لعدد من عوامل الضعف حتى عرفت برجل أوروبا المريض، ومن هذه العوامل:


  1. ضعف السلاطين وانغماسهم في حياة اللهو والترف وترك الحكم وأمور البلاد في يد غيرهم من الأمراء والنساء 
  2. ضعف الولاة في الولايات الخارجية مما أدى غلى القيام بالثورات واستقلال بعض الولايات عن السلطنة
  3. ضعف جيوش الانكشارية الذين تكاسلو عن حماية البلاد والقيام بدورهم وعمدوا إلى الكسل والتجارة والبعد عن الجندية
  4. زيادة جباية الضرائب مما زاد من العصيان وقيام الثورات مع منح الأجانب امتيازات كثيرة وفتح الباب لتدخلات الدول الأجنبية في شئون البلاد
  5. زيادة اطماع الدول الأوروبية في الدولة العثمانية لما انتشر داخلها من ضعف والتجرأ على محاربتها.








الاسمبريد إلكترونيرسالة