شهر رمضان الكريم
قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
شهر رمضان الكريم هو شهر الرحمة والمغفرة، شهر قراءة القرآن الكريم، شهر العبادات، شهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، شهر يتقرب فيه العبد إلى ربه عز وجل، ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب ولكن الإمساك عن ارتكاب المعاصي والذنوب.
كفارة إفطار رمضان عمدا
الجماع:
إذا العبد جامع زوجته في نهار رمضان عمدا متعمدا وهو غير ناسي ولا مكره، هذا يؤدي إلى بطلان الصيام وعليه الكفارة
- تحرير رقبة عليه أن يعتق سيدة لوجه الله ويحررها من العبودية.
- إطعام ستين مسكين ينفق على ستين شخص بمقدار أكل وشرب بمقدار الكفاية.
- صيام شهرين متتاليين ولا يفصل بين الشهرين بإفطار يوم واحد، وأن أفطر يوم عليه إعادة شهرين متتاليين مرة أخرى.
الأكل والشرب قاصدا متعمدا في نهار رمضان:
إذا أكل الصائم أو شرب متعمدا وغير ناسي ولا مكره وهو يعلم ويدرك وجوب الصيام فقد اختلف العلماء والفقهاء وأن عليه قضاء هذه الأيام أو الكفارة أو كلاهما
مذهب المالكية والحنفية عليه القضاء والكفارة مثل الذي جامع زوجته في نهار رمضان وهكذا بالنسبة الأكل والشرب قاصدا متعمدا في نهار رمضان.
مذهب الشافعي من أجل أو شرب أثناء صيامه وفي نهار رمضان عليه القضاء الأيام فقط دون الكفارة ويعتبر ارتكب آثم وعاص لله ورسوله
الأكل والشرب في نهار رمضان ناس وغير متعمد:
إذا أكل أو شرب أثناء صيامه وهو في نهار رمضان ناس وغير متعمد عليه الاستمرار في الصيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" وليس عليه كفارة.
التدخين في نهار رمضان:
يعتبر التدخين أثناء صيامه في نهار رمضان من مبطلات الصيام، واتفق العلماء والفقهاء عليه القضاء هذا اليوم وعليه الكفارة وعليه إثم لارتكاب معصية، تدخين يؤدي إلى إفطار الصائم، بدخول أشياء فى جوفه، قال المذهب الشافعية بوجوب القضاء دون الكفارة.
فضل شهر رمضان الكريم
تفتح أبواب الجنة والسماء في شهر رمضان الكريم و تغلق كل أبواب جهنم، حيث تسلسل الشياطين.
يفضل ويتميز شهر رمضان الكريم بوجود ليلة القدر وهي أعظم ليلة في العام كله، الصيام والصلاة في هذه الليلة القدر لها أجر عظيم عند الله عز وجل، يغفر الله لعباده جميع الذنوب.
فضل شهر رمضان الكريم ومن أدى العمرة في هذا الشهر الكريم تعادل مثل الحجة، كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه "إن الحجة والعمرة لمن سبيل الله، وأن العمرة في رمضان تعدل حجة" صدق رسول الله.
ومن فضائل هذا الشهر الكريم صلاة التراويح، وصلاة التراويح لا تقام إلا في هذا الشهر الكريم.
صيام شهر رمضان يكفر جميع الخطايا والذنوب إلا الكبائر.
خص شهر رمضان الكريم أنه أنزل فيه معجزة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي القرآن الكريم قال تعالى: " شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن".
الاعتكاف من فضائل شهر رمضان وأجرة ضعف الأجر في الأيام العادية، ومن صفات الاعتكاف الصلاة والصيام وقراءة القرآن الكريم والامتناع عن فعل المعاصي والذنوب.
يفضل ختم القرآن الكريم في شهر رمضان الكريم وتعلم تلاوته بطريقة الصحيحة وتدبر معانيه وفهم آياته وتفسيرها.
الصدقة أجرها عظيم في أيام شهر رمضان الكريم، كما علمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه.
معلومات عن شهر رمضان الكريم
سنن الصيام
تأخير السحور وتقديم الإفطار من أجل تقليل من عدد ساعة الصيام وعدم الشعور بالجوع والعطش، وتقديم الإفطار وذلك بعد التحقق من غروب الشمس، ومن سنن الصيام الإكثار من الدعاء والتضرع واللجوء إلى الله عز وجل، والإفطار على حبة تمر.
مبطلات الصيام
الأكل والشرب عمدا، القيء العمد، وإخراج المني عمدا، والجماع في نهار رمضان عمدا، وجود نية الإفطار قاصدا.
مكروهات الصيام
الاستنشاق والمضمضة المبالغ فيها أثناء الوضوء، النظر إلى الزوجة بشهوة وأيضا القبلة، التفكير المستمر في الجماع، الحجامة، الإكثار من النوم فى نهار رمضان.
شروط قبول الصيام
- شروط الصيام
أن يكون الصائم مسلم عاقل بالغ، وقادر على صيام شهر رمضان ولا يؤثر الصيام على صحته، وأن يكون مقيما غير مسافر، ولا تكون المرأة في حالة الحيض أو النفاس، وأهم شروط الصيام النية " إنما الأعمال بالنيات".
فوائد شهر رمضان الكريم
من أخلص في الصيام والصلاة له ثواب وأجر عظيم عند الله عز وجل، وعتق الرقاب العباد من النار، الصيام سبب في دخول العباد الجنة، وبالتالي على الدرجات فيها.
استجابة الدعاء الصائم، وليلة القدر خير من ألف شهر، التعاون بين الأشخاص والمسلمين وزيادة الترابط الأسري بينهم وخاصة في شهر رمضان، وتنمية القدرات عند المسلم على الصبر وتحمل الجوع والعطش.
شعور العبد المسلم بالراحة النفسية والجسدية في شهر المغفرة والرحمة، وتغير نمط الحياة عند المسلمين والتسارع على أداء والتنوع في فعل الطاعات من صيام وصلاة وقراءة القرآن الكريم وقيام الليل وصلاة التراويح.
التزايد المستمر والدافع على الإقبال على أداء الطاعات والأعمال الصالحة والحرص عليها، والتقرب إلى الله عز وجل ورسوله الكريم يؤدى إلى زيادة حيوية ونشاط المسلم، وتغيير نمط الحياة ليس أكل وشرب فقط ولكن وجود أهداف ومحاور أخرى الهدف منها عبادة الله عز وجل.
كيف نستعد لشهر رمضان
استقبال شهر رمضان بالتوبة والتضرع واللجوء إلى الله عز وجل وذلك بالصيام وأداء الصلوات وقراءة القرآن الكريم.
الشعور والإحساس بالثواب العظيم والأجر الوفير خلال شهر رمضان.
تجنب التلفاز والسهر خارج المنزل وتضييع أيام وأوقات وليالي شهر رمضان واستثماره في العبادة.
الابتعاد عن المنكر والمحرمات وحفظ اللسان من قول السوء، وصون الجوارح.
تحسين المعاملة مع الأصدقاء والمقربين والأهل وزيادة الترابط والمودة والرحمة، حتى لا يكون شهر رمضان الكريم مملوء بالحزن والكرب والهم.
استغلال أوقات وأيام الصيام والإكثار من الدعاء والصلاة على سيد الخلق أجمعين عليه أفضل الصلاة والسلام.
أركان صيام رمضان
- النية محلها القلب وهو قصد الصيام قال صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات".
- الإمساك عن الأكل والشرب والجماع، والامتناع عن المحرمات مثل الكذب والشتيمة والنميمة والغيبة والغش والسرقة وترك الصلاة.
- وقت الصوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وعدم الإفطار متعمدا.
حكم الإفطار في رمضان
حكم الصيام في شهر رمضان فرض من الفروض التي فرضها الله عز وجل، بنص من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة،
من القرآن الكريم:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،قول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
السنة النبوية الشريفة
قوله صلى الله عليه وسلم:(بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ، علَى أنْ يعبَدَ اللهُ ويُكْفَرَ بمَا دونَهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأَيتُموه فصوموا، وإذا رأَيتُموه فأَفطِروا).
وقد أجمع العلماء والفقهاء والمسلمين على الصيام فرض وركن من أركان الإسلام الخمسة.