ليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة بألف شهر نزل فيها القرآن بالوحي على سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم، تعتبرليلة القدر هي الليلة التي يستجيب فيها الله الدعاء لجميع خلقه ويقال أنها ليلة
السابع والعشرين من شهر رمضان.
ولكن ليس من المؤكد أنها كذلك حيث لا أحد يعرف
تاريخها بالتحديد فهي ليلة وترية في العشر الأواخر من رمضان المعظم، ولهذا ينتظرها جميع
المسلمين ويقيمون فيها الليل ويواظبون على الدعاء والتسبيح والاستغفار وأيضا قراءة
القرآن الكريم، وقد نزل في القرآن الكريم سورة القدر تشرح عظمة تلك الليلة وفضلها حيث
تنزل الملائكة فيها وتعم رحمة الله ومغفرته على عبادة العابدين المسلمين.
كيفية
القيام بليلة القدر
القيام في ليل رمضان له فضل كبير على المسلين وخاصة إن وافق القيام ليلة
القدر حيث يتضرع المسلم إلى ربه بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر يصلى إلى الله
ويدعو بما يشاء ويقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم، كما يسبح الله ويستغفره كثيرا
حتى يغفر الله له.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر
له ذنبه)، (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ذنبه)، ولذلك يجيب قيام الشهر
وخاصة العشر الأواخر منه حيث ان تلك الليلة تكون في آخر عشرة أيام من رمضان وفي
الغالب تكون يوم فردي وهناك بعض الأقاويل أنها توافق السابع والعشرين ولكن الله
وحده عنده علم تلك الليلة ووقتها وهناك بعض العلامات التي تدل عليها مثل صفاء مياه
البحر وعدم نباح الكلاب.
علامات
ليلة القدر
تعتبر ليلة القدر من أفضل ليالي شهر رمضان المعظم وهي ليلة من الليالي
الفردية ولكنه لا أحد يعلم في أي ليلة تكون، ومن الجدير بالذكر أن ليلة القدر لها
بعض العلامات التي تميزها وتلك العلامات لا تأتي قبل تلك الليلة فقط بل قد تليها
أيضا حتى يعرف الذي اقتبس الفرصة أنه قد فاز ويندم من ضيع أجر تلك الليلة، وشكل القمر
يعتبر من علامات ليلة القدر وذلك كما قال أبو هريرة: (تذاكرنا ليلة القدر عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال "أيكم يذكر، حين طلع القمر وهو مثل شق جفنه؟).١ وذلك ما أكد عليه العلماء أيضا.
وأكد العلماء أيضا أنه من ضمن علامات انتهاء ليلة القدر أن الشمس تشرق بدون
شعاع وتظهر بيضاء،٢ ومن حكمة الله عز وجل انه أخفى
موعدها حتى يتضرع المسلم إلى الله في العشر الأواخر من رمضان، وتقول السيدة عائشة
رضي الله عنها (تحروا ليلة القدر في الوتر، من العشر الأواخر من رمضان).٣
من ضمن علامات ليلة القدر أيضا عدم نباح الكلاب وأيضا الحمير فلا نجد لهم
صوت وتنزل الملائكة في تلك الليلة لتتابع الخلق ويرانا الله من فوق سبع سماوات
فيجيب دعاء السائلين سبحانه القادر على كل شيء.
فضل
ليلة القدر
ليله القدر أنها الليلة المباركة التي تتحدث فيها أقدار الخلائق حيث أن
فيها تتنزل حكمه الله تعالى ويغفر فيها لمن يشاء ومن يعبد الله حق عبادته في تلك الليلة
فقد فاز بالدنيا والآخرة حيث تغفر جميع الذنوب لمن يقيم ليله القدر يستغفر الله
ويتوب ويندم على ما فعل، هي الليلة التي تعتبر أفضل من ألف شهر يتضرع فيهم الإنسان،
الليلة التي نزل فيها سيدنا جبريل عليه السلام على سيدنا محمد ﷺ بالقران لذلك يجب
على كل مسلم أن يفعل فيها الصالح حتى يكتب الله له المغفرة.
تلك الليلة التي ذكرها الله في كتابه بأنها ليلة السلام وتعم فيها البركة،
فإن فضل ليلة القدر عظيم وأجرها أعظم والله يضاعف لمن يشاء ويذكر أنها تكون في
العشر أيام الأواخر من شهر رمضان ولكن لم تتحدد حتى يظل الناس يعبدون الله في تلك
الأيام دون تفضيل يوم على الآخر.
وليؤكد الله على أهمية ليلة القدر فقد أنزل سورة كاملة حيث قال الله تعالى
(ليلة لقدر خير من ألف شهر) ويذكر أن الملائكة تتنزل فيها والليلة سلام تام فلا شر
فيها ولا قتال حيث أن الله يسلسل الشياطين في شهر رمضان كاملا وتعد تلك الليلة
أفضل ليالي ذلك الشهر الكريم.
أدعية
ليلة القدر
ينتظر المرء ليلة القدر من كل عام حتى يدعو الله ما يشاء ليستجيب الله له
ويحقق له ما يتمنى وقد حثنا الرسول الكريم ﷺ على الدعاء في تلك الليلة المباركة حيث
تفتح فيها أبواب السماء وتقبل الدعوات وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت (يا
رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ماذا أدعو؟ قال تقولين اللهم إنك عفو تحب
العفو فاعف عني)4، فتكثر أدعية المسلم في تلك
الليلة ويجب ان يرجو العفو والسماح من الله.
ومن ضمن الأدعية التي يمكن أن يناجي العبد ربه بها (اللهم إني عبدك ابن
عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، اللهم اعف عني واغفر لي
وارحمني، اللهم لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا واعف عنا واغفر
لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)، وكل دعاء المسلمين مجاب في
تلك الليلة ويهدي الله من يشاء ويرزقه من حيث لا يحتسب.
الدعاء
في ليلة القدر مستجاب
الدعاء في ليلة القدر مستجاب لمن دعا الله حيث تفتح أبواب السماء ليستقبل
الله دعاء كل مسلم ويجيبه لذلك فاز من دعا الله في تلك الليلة وله ما يتمنى بأمر
الله، فهناك مم يريد الرزق وهناك من يدعو الله بالذرية الصالحة والكثير منا له
دعاء مستقل بذاته يظل يدعو به الله حتى يحققه له ولا شك في ان الله يجيب دعاء
عباده ولكنه يحب مناجاته بصدق ولهذا ففضل تلك الليلة عظيم حيث يعلم جميع المسلمين
أن الدعاء بها مستجاب لذلك يكون لها عظمة وبركة كبيرة.
ليلة القدر العظيمة ليلة البركات وشهر رمضان المعظم هو شهر ترفع فيه الأعمال
إلى الله لذلك يسعى الكثيرين إلى الفوز بمكان في الجنة في ذلك الشهر فنصلي من
قلوبنا وندعو الله راجين تحقيق كل ما ندعوه به ولا يردنا الله خائبين، فسبحان الله
الذي لا إله إلا هو مجيب الدعاء ومن رحمته بعباده أنه قال لهم أن تلك الليلة تكون
في أواخر شهر رمضان ليقدم العبد كل الخير ويدعو فيها بكل ما يرجوه.
مواضيع ذات صلة
المراجع
1- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1170 ، صحيح.
2- "العلامات المميزة لليلة
القدر"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتصرّف.
3- رواه بخاري، في صحيح بخاري ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:
2017 ، صحيح.
4- رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو
الرقم: 3119، صحيح.