-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

سعيد بن عامر الجمحي : صحابي أشتري الآخرة بالدنيا

سعيد بن عامر الجمحي,سعيد بن عامر,قصة سعيد بن عامر,قصة سيدنا سعيد بن عامر الجمحي,الجمحي,عمير بن عامر الجمحي,سعيد,عامر,الصحابي الجليل سعيد بن عامر,قصة سعيد بن عامر و عمر بن الخطاب,قصة سعيد بن عامر مع بن الخطاب الكافى,سعيد الجمحي,بن,عمر بن الخطاب,الحرام,الجامد,التوحيد,عمر الكافي,الجن,الصحابة الكرام,الجنة,دراما,أفعال,القران,الدعاء,الشعال,المحدث,الحياة,الحياه,العالم,العمره,البراق,كاميرا,درامية,الجليل,الزبيدي,العلامة,الاسلام,الجزيره,التاسعة,الأفعال,محاضرات,السابعي,قصص الصحابة مع القران,انستقرام

صحابي أشتري الآخرة بالدنيا 

سعيد بن عمر الجمحي الصحابي الذي أشتري الآخرة بالدنيا، أسلم قبل غزوة خيبر وعرف بورعه وزهده فكان يتصدق بمعظم ما لديه ويبقي فقط علي قوت أهله، ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي حمص ، توفي سنة ٢٠ من الهجرة .

سعيد بن عامر الجمحي

كان سعيد بن عمر الجمحي أحد الذين خرجوا في منطقة التنعيم في مكة بدعوة من زعماء قريش ليشهدوا مصرع الصحابي  خبيب بن عدي بعد غدرهم بعد أن ظفروا به غدرا ، ولقد أثرت هذه الحادثة أثرا بالغا في نفس سعيد بن عامر وكانت سببا رئيسيا في دخوله الإسلام ، فلقد كان يراه في منامه ويراه في استيقاظه ويمثل أمامه في صلاته ويسمع صوت دعائه علي قريش في أذنيه فيخشى أن تصعقه صاعقة أو تسقط عليه صخرة من السماء ، وتعلم أن الرجل الذي يحب صاحبه كل هذا الحب إنما هو نبي مرسل من السماء ، ليعلن سعيد بن عمر إسلامه وبراءته من آثام قريش و كفره بأصنامهم ، وانتقل إلي المدينة ولزم رسول الله صلي الله عليه وسلم فشهد معه غزوة خيبر وما بعدها من غزوات .
وبعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم ظل سعيد بن عمر الجمحي  في خدمة الإسلام فقد كان يستشيره أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ويستمعوا لنصيحته لتقواه .

قصة سعيد بن عامر وعمر بن الخطاب

في بداية خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل عليه موصيا إياه فقال :
ياعمر أوصيك أن تخشي الله في الناس ، ولا تخش الناس في الله ، وألا يخالف قولك فعلك ، فأن خير القول ما صدقه الفعل ..
ياعمر أقم وجهك لمن ولاك الله أمره من بعيد المسلمين وقريبهم ، وأحب لهم ما تحب لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، وخض الغمرات إلي الحق ولا تخف في الله لومة لائم .
فسأله عمر : ومن يستطيع ذلك يا سعيد ؟!!
فرد عليه : يستطيعه رجل مثلك ممن ولاهم الله أمر أمة محمد ، وليس بينه وبين الله أحد .
ليطلب عمر بن الخطاب من سعيد بن عمر مساندته فولاه علي حمص ، ليرفض في البداية سعيد بن عمر الولاية قائلا :  ياعمر نشدتك الله ألا تفتنني . فأصر عمر رضي الله عنه علي خلافة سعيد لحمص وقال غاضبا : ويحكم وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عني !! والله لا أدعك

أمتثل سعيد رضي الله عنه لأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالولاية علي حمص وكان له من المواقف العديدة التي تدل علي زهده وورعه نذكر منها :
 سؤال عمر له عند توليه خلافة حمص  : ألا نفرض لك رزقا ؟ ليرد سعيد : ماذا أفعل به يا أمير المؤمنين فأن عطائي من بيت المال يزيد علي حاجتي.
 وموقف أخر عندما سأل أمير المؤمنين عمر أهل حمص أن يكتبوا له أسماء فقرائهم حتي يسد حاجتهم فكتبوا له الإسماء وكان من بينها سعيد بن عامر أمير حمص !! ليسأل عمر متعجبا : أميركم فقير ؟!!
قالوا : نعم والله إنه لتمر عليه الليال الطوال دون أن يوقد في بيته نارا
فبكي عمر حتي ابتلت لحيته وأمر له بألف دينار وقال : أقرؤوا عليه السلام مني وقولوا له : بعث إليك أمير المؤمنين بهذا المال لتستعين به علي قضاء حاجتك .
فما كان منه إلا أنه وزع المال علي فقراء المسلمين وهو يردد إن لله وإن إليه راجعون ، دخلت علي الدنيا لتفسد آخرتي ، وحلت الفتنة في بيتي .
وعندما نزل أمير المؤمنين لتفقد أحوال رعيته في الشام وعند مروره علي حمص سأل أهلها : كيف وجدتم أميركم ؟
فما كان منهم إلا أن شكوه إليه بأربعة من أفعاله كل منها أعظم من الأخر .
فجمع عمر بينه وبينهم ودعي الله أن لا يخيب ظنه فيه فقد كان شديد الثقة فيه وقال لهم :
ماتشكون من أميركم ؟
قالوا : لا يخرج إلينا حتي تعالي النهار
فسأل عمر سعيد : وماذا تقول في ذلك ؟
سكت سعيد قليلا ثم قال : والله أني اكره أن أقول ذلك ، أما وأنه لا بد منه ، فأنه ليس لأهلي خادم فأقوم كل صباح فأعجن لهم عجينهم ثم أتريث قليلا حتي يختمر ثم أخبزه ثم أتوضأ وأخرج للناس .
قال عمر : وما تشكون أيضا ؟
قالوا : أنه لا يجيب أحدا بالليل .
فسأل عمر سعيد : وماذا تقول في ذلك ؟
ليرد قائلا : والله أني أكره أن أعلن هذا لكني جعلت النهار لهم والليل لله عز وجل
فقال عمر : وماذا تشكون أيضا ؟
فقالوا : أنه لا يخرج إلينا يوما في الشهر
فسأل عمر سعيد : وماذا تقول في ذلك ؟
ليرد سعيد : ليس لدي خادم يا أمير المؤمنين وليس عندي من الثياب غير الذي علي فأغسله مرة في الشهر وأنتظر حتي تجف ثم أخرج إليهم أخر النهار
فقال عمر : وماذا تشتكون أيضا ؟
قالوا : تصيبه من حين لآخر غشية فيغيب عن ما في مجلسه .
فسأل عمر سعيد : وماذا تقول في ذلك ؟
ليرد قائلا : شهدت مصرع خبيب بن هدي وأنا مشرك ورأيت قريش وهي تقطع جسده وهيا تقول : أتحب أن يكون محمدا مكانك ؟
فيقول : والله ما أحب أن أكون آمنا  في أهلي وولدي وأن محمدا تشوكه شوكة ..وإني تذكرت هذا اليوم وكيف تركت نصرته إلا أن ظننت أن الله لا يغفر لي وأصابتني تلك الغشية .
فقال عمر : الحمد لله الذي لم يخيب ظني به
وأمر له بألف دينار حتي يستعين علي قضاء حوائجه ، فلما رأتها زوجة سعيد قالت : الحمد لله الذي أغنانا عن خدمتك ، اشتر لنا مؤنة واستأجر لنا خادما
فقال لها : أولك خيرا من ذلك ؟!
قالت : وما ذاك ؟!
قال : نقرضها لله قرضا حسنا
قالت: نعم وجزيت خيرا .
فجعل الدنانير في صرر وقال لأحد من أهله : انطلق بها لأرملة فلان وأيتام فلان و إلي  مساكين  أل  فلان و إلي  معوزي أل فلان
فرحم الله سعيد بن عامر ورضي الله عنه وأرضاه .
الاسمبريد إلكترونيرسالة