نتاول اليوم تاريخ بناء الكعبة ومتى تم بنائها والحكمة من خلق الله لها تعد الكعبة من أقدس وأطهر البقاع على الأرض وتعتبر
قبلة المسلمين فى صلاتهم حيث لا تكتمل
فريضتي الحج والعمرة بالنسبة للمسلمين الإ بركن الطواف حولها حيث يتطلع
المسلمين إلى القيام بالحج إلى الكعبة
وبالرغم من ذلك لم تسلم الكعبة المشرفة من المحاولات المستمرة لهدمها ولكن الله
خير حافظا لبيته العتيق من الأمور الواجب معرفتها تاريخ بناء الكعبة .
متى بنيت الكعبة ومن الذي بناها ؟
الكعبة هذا المعلم العظيم من
معالم الدين الإسلامي فهي بيت الله الحرام و قبلة المسلمين للصلاة قال تعالى((وَإِذْ جَعَلْنَا
الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ
مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ
لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) (125البقرة) نتناول هنا تاريخ بناء الكعبة :
●
وللكعبة أركان أربعة هم( الركن الاسود _ الركن الشامي والركن اليماني _ الركن العراقي).
●
الكعبة أول بيت بني لعبادة الله عز وجل قال تعالى ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ
وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )) (97) (آل عمران)
●
يعد أول أساس خلقه الله في الأرض وقد قامت الملائكة
ببناء الكعبة المشرفة بأمر من الله عز وجل فهم أول من قاموا بالطواف حول
الكعبة وعندما قام طوفان نبي الله نوح عليه السلام بأمر من الله تتسبب فى هدم
الكعبة.
●
وتعد الكعبة أول بيت بني بالحجارة على وجه الأرض حيث
أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم ببناء
الكعبة مع ابنه إسماعيل عليهما السلام وبعد الانتهاء من بناء البيت الحرام دعا
إبراهيم ربه بأن يجعل هذا البيت أمنا قال تعالى (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا
الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي
فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ
عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ
لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) (إبراهيم).
تاريخ الكعبة
يعرف أغلب المسلمين من أول من
بنى الكعبة المشرفة هو سيدنا إبراهيم بمساعدة ابنه إسماعيل بأمر من الله عز وجل
ويغفلون عن أن الكعبة بنيت أكثر من مره ،أول من بنى الكعبة وطاف بها هم الملائكة
ويقال فى بعض الروايات أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ نستعرض هنا تاريخ بناء الكعبة
●
بعد بناء الملائكة الكعبة اندثرت بفعل طوفان سيدنا
نوح عليه السلام ولم يرى لها أثر ثم توالت السنين والقرون وأرسل الله تعالى إلى
إبراهيم أمره ببناء الكعبة من جديد و قام بمساعدته في البناء ابنه إسماعيل عليهما
السلام،فكان إسماعيل يأتى بالحجارة وسيدنا
إبراهيم يبني البيت العتيق وعندما ارتفع البيت طلب إبراهيم إسماعيل أن يأتيه بحجر
ليقف عليه ويكمل البناء ويعرف هذا الحجر (بمقام إبراهيم)
●
ثم تأتي بعد ذلك القبائل العربية وتسكن مكه وتتصدع
الكعبة من أثر السيول والعوامل الطبيعية فتولى العرب إصلاح الكعبة والاهتمام بها .
●
ومن كثرة السيول في مكة وتأثر الكعبة الشريفة بها
كان لابد من إعادة بنائها بناء يستطيع أن يصمد أمام العوامل الطبيعية المؤثرة وقد
كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أى ما يقرب من 605
م،بدأت قريش في زيادة ارتفاع
الكعبة فأصبح ارتفاعها 18 ذراع وأقاموا باب للكعبة من ناحية الشرق وتتوالى
الأيام والسنين بعد ذلك وتتعرض الكعبة لحريق أدى إلى هدمها وذلك إبان حكم عبدالله
بن الزبير فأمر ببنائها مرة ثانية ومن ثم
جعل لها بابين من المشرق والمغرب.
●
وفي عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان أمر
بإعادة بناء الكعبة مرة أخري ولكنه جعل للكعبة بابا واحد فقط .
●
ثم ننتقل إلي عهد الدولة العثمانية عام 1029 هجرية عندما
هطلت سيول غزيرة أعقبها سقوط الجدار الشمالي للكعبة فأمر السلطان العثماني آنذاك
مراد خان الرابع بإعادة بنائها وإصلاحها وتقوية بنيانها بينما في عام 1239 هجرية أمر
محمد علي باشا والي مصر بتنظيف محيط الكعبة لإزالة الرمال والأشياء المتراكمة
حولها من أثر السيول إضافة إلي الإصلاح يعد هذا تاريخ بناء الكعبة المشرفة .
لماذا خلق الله الكعبة ؟
تتجلى الحكمة فى خلق الكعبة
حيث أمر الله سبحانه وتعالى ببناء الكعبة وجعلها قبلة المسلمين وجعل الحج إليها
ركن من أركان الإسلام وجعلها مثابة للمسلمين حيث يأتون إليها من كل مكان لتحط
أوزارهم ويحل عليهم الغفران والسكينة من الله عز وجل حيث تهوي إليها أفئدة
المسلمين لقوله تعالى (فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) حيث تحتل الكعبة مكانة عظيمة وكبيرة لدى المسلمين حيث جعلها الله عز وجل
قبلتهم للصلاة وأيضا لقضاء مناسك الحج والعمرة ويتم من خلالها القيام بأعمال
الطواف ولما للكعبة من مكانة عظيمة وكبيرة و أمر الله بتعظيمها ورغب في زيارتها .
محاولات هدم الكعبة
لم يسلم تاريخ بناء الكعبة
المشرفة من المحاولات المستمرة لهدمها عبر العصور ويعد من أبرز محاولات الهدم هي
محاولة أبرهة الحبشي لهدم الكعبة نتاول هنا تاريخ بناء الكعبة ومحاولات هدمها .
●
محاولة أبرهة الحبشي لهدم الكعبة حيث حاول صد الناس عن الحج إلى
الكعبة المشرفة وحاول تغيير مسار الحج إلى كنيسته في اليمن حيث طلب من النجاشي أن
يبعث له فيلا ضخما وقويا وتوجه ابرهه صوب الكعبة ولكن باءت محاولته لهدم الكعبة
بالفشل حيث توقف الفيل عن الحركة، وعندها أرسل
الله عزو جل طير على أبرهة وجيشه و فأرسلت هذه الطير الحجارة على جيش
أبرهة، وكانت لا تصيب أحد إلا هلك وأرسل الله الداء على أبرهة حتى مات هو ومن معه
جميعا، وهذه الحادثة ذكرها الله -تعالى- في القرآن الكريم في سورة الفيل، فقد قال
سبحانه: (أَلَمْ تَرَ
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ
طَيْرًا أَبَابِيلَ (3)
تَرْمِيهِمْ
بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5))
●
محاولة يزيد بن معاوية حينما قام بمحاصرة مكة بسبب تحصن عبدالله
بن الزبير بها وقاموا بمحاربته ورميه بالمنجنيق مما أدى إلى احتراق ستار الكعبة
وتهدم سقفها ولكن قام عبدالله بن الزبير بهدمها وإعادة بنائها مرة أخرى .
●
محاولة الحجاج بن يوسف حينما خرج بجيشه لإخضاع أهل مكة لخلافة
عبدالملك بن مروان وقاموا برمي الحجارة والمنجنيق فتمت إصابة الكعبة وتهدم جزء
منها .
●
محاولة القرامطة فى هدم الكعبة حيث أقدم أبو طاهر سليمان
الجنابي وهو من احد القرامطة وقام بدخول مكة يوم التروية.
قام بتعرية الكعبة المشرفة من
ستارها واقتلاع الحجر الأسود
بناء الكعبة في عهد الرسول
كان الرسول صلى الله عليه وسلم
دور بارز وواضح فى تاريخ
بناء الكعبة حيث قام الرسول بالمشاركة فى بنائها وقام بتجميع
الحجارة وعندما أتموا البناء كان يوجد هناك اختلاف بين قادة قريش على نيل شرف رفع
الحجر الأسود إلا أنهم ذهبوا إلى رسولنا الكريم ليحكم فى الأمر فأشار عليهم الرسول
الكريم بأن يأتوا بثوب كبير وقام بوضع الحجر الأسود بيده والتفت إليه قادة قريش
وقاموا برفع الثوب من جميع الاتجاهات ولاقي هذا الأمر ترحيبا من الجميع .