(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) الاية96-ال عمران
الكعبة بيت الله الحرام ؛ وأول بيت وضع للناس تقع داخل المسجد الحرام في مكة وقد بناها الملائكة قبل خلق ادم عليه السلام وبناها إبراهيم عليه السلام بمساعدة أبنه اسماعيل عليه السلام بعد أن أغرقها طوفان نوح عليه السلام ، وسميت ببيت الله الحرام لأن الله عز وجل حرم القتال بها ، وهي أقدس مكان علي وجه الأرض
وبنتها قبيلة قريش قبل الإسلام حوالي عام 608 م من البناء والخشب. تم رفع الباب فوق مستوى سطح الأرض لحمايتها من المتسللين ومياه الفيضانات ، وكانوا قد أتفقوا فيما بينهم أن تبني الكعبة بمال حلال من حر مالهم ، ففني المال قبل أن يكملوا بنائها ليخرجوا منها حجر إسماعيل ويغلقوا بابها الأخر لقلة المال اللازم للبناء .
بناء الكعبة
وفي عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنه تم بناء الكعبة مرة أخري بعد مبايعية عبد الله بن الزبير بالخلافة سنة 64 هجريا ،فقام بهدم الكعبة وأعادة بنائها علي قواعد ابراهيم عليه السلام وكان قد أستشار أم المؤمنين (عائشة ) فحدثه بحديث النبي ﷺ بأن كان يريد أعادة بنائها علي قواعد ابراهيم وأن يجعل لها بابين لولا حداثة عهد قريش بالأسلام ، ليبني عبد الله بن الزبير الكعبة علي قواعد ابراهيم ووفق ما أراده النبي ﷺ وبلغت ارتفاعها 27 ذرعا وعرضها ذراعين وجعل لها بابين علي مستوي الأرض الشرقي للدخول والغربي للخروج ، كما قام بتوسيع الحرم في عام 65 هجريا .
في عهد عبد الملك بن مروان بعد أن ضربت بالمنجنيق وأحترقت من جراء حصار الحجاج بن يوسف لعبد الله بن الزبير في مكة بسبب رفض عبد الله بن الزبير رضي الله عنه مبايعةعبد الملك بن مروان ، ليرسل عبد الملك جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف الذي سيطر علي جبل أبي قبيس وقيقعان ونصب عليهما المنجنيق وأخذ يقذف عبد الله بن الزبير وأعاونه داخل المسجد حتي أصيبت الكعبة ، فخرج لقتالهم عبد الله بن الزبير وأتباعه حتي قتلوا ودخل الحجاج مكة فوجد الكعبة علي بنائها فأرسل الي عبد الملك بن مروان رسالة قال فيها أن عبد الله بن الزبير قد بني الكعبة وأحدث فيه ماليس فيه ، فأمر بالحجاج بأعادة بنائها لما كانت عليه في عهد قريش لعدم علمه بحديث عائشة رضي الله عنها .
في عهد الوليد بن عبد الملك تم بناء الكعبة بعدما أصابها سيل شديد سنة 91 هجريا فوسع المسجد وأستعمل الأعمدة التي جلبت من مصر والشام وأدخل الرخام وبنيشرفات كي يستظل بها المصلون .
في عهد السلطان مراد الرابع عام 1040 هجريا بعد أن ضربها سيل جارف أمر المهندسيين المصريين بأعادة بنائها وترميمها وفرشت الأرض بالحصي وهو البناء الذي يوجد الأن وكل ماحدث بعد ذلك مجرد ترميمات وأصلاحات فقط .
في عهد الملك خالد بن عبد العزيز تم صنع باب جديد للكعبة من الذهب الخالص بوزن 280 كجم بعيار 99.99 وقد صممه المهندس المصري منير الجندي ، وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز تم أستبدال الأعمدة الخشبية بأعمدة من خشب (التيك ) الصلب تم أحضاره من بورما ، ويتميز بشدته وصلابته وثباته وعدم تأثره بالعوامل الجوية وكان ذلك من ضمنخطة تطوير الحرم المكي فأعيد بناء سقف الكعبة ورممت الاحجار المتاكلة وأضيف الرخام للأرضية .
ومنذ عهد النبي ﷺ ، بقيت الكعبة حرفيا حجر الزاوية في الإيمان ، لكنها مرت ببعض التغييرات الرئيسية على مر القرون. وقد لحقت به أضرار في حصار مكة في القرن السابع. خلال موسم الحج في عام 930 ، قامت مجموعة من المسلمين الشيعة الإسماعيلية المتمردة والمعروفة باسم القرامطة بالهجوم علي الكعبة المشرفة وسرقت منها الحجر الأسود ، وعاد في نهاية المطاف بعد 17 سنة.
مع التقدم التكنولوجي في العصر الحديث ، دفع عدد غير مسبوق من الحجاج القادمين إلى الحج الحكومة السعودية إلى البدء في تجديدات كبيرة للمجمع المحيط في الخمسينيات مع مجموعة بن لادن السعودية ، وهي مجموعة بناء متعددة الجنسيات تأسست في عام 1931 من قبل والد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. كان هناك مشروع ثانٍ مستمر خلال موسم الحج عام 1979 عندما وقعت أحداث العنف في الحرم المكي .فقام مئات من المقاتلين المتنكرين في زي الحجاج بالأستيلاء على المجمع ، مطالبين بإسقاط العائلة المالكة السعودية والاعتراف بأحد قادتهم ، محمد عبد الله القحطاني ، باعتباره المهدي ، أو منقذ الإسلام. تمكنت السلطات من استعادة الكعبة والمسجد المحيط بها بعد حوالي أسبوعين بعد معارك نارية ضارية وخسائر فادحة. وقُبض على رئيس المجموعة ، جهيمان العتيبي ، وتم إعدامه.
كسوة الكعبة
كسوة الكعبة عبارة قماش مطرز ومنقوش بأيات قرأنية تكسي بها الكعبة
تم كساء الكعبة قديما في الجاهلية فكان أول من كساها كسوة كاملة هو أسعد أبو كرب في عام 220 قبل الهجرة ، وفي عهد قصي بن كلاب أحد أجداد النبي ﷺ فرض علي القبائل بجمع المال لكسوة الكعبة سنويا ، حتي جاء ثري من أثرياء قريش وهو أبو ربيعة بن المغيرة المخزومي القرشي وقال أنا أكسو الكعبة لمدة سنة وحدي وقريش لمدة سنة وظل علي ذلك حتي مات .
وكانت نبيلة بنت حباب أمالعباس بن عبد المطلب أولأمراة تكسو الكعبة ايفاء لنذر نذرته ، وكانت الكعبة تكسي قبل الأسلام يوم عاشوراء ثم صارت يوم النحر
كسي النبي ﷺ الكعبة بالثياب اليمنية في حجة الوداع وكانت نفقتها من بيت مال المسلمين ثم كساها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بالقماش المصري المعروف بالقباطي ثم كساها عثمان بمزيج من القماش القباطي واليمني وهو أول من كسي الكعبة مرتين .
وفي عهد الدولة العباسية كانت تكسي الكعبة ثلاث مرات في السنة من كسوة من الديباج الأحمر والأبيض واجود أنواع الحرير ، وفي العصر الفاطمي والمملوكي كانت ترسل الكسوة من مصر وظلت تحظي بهذا الشرف حتي بعد سقوطها وتولي الدولة العثمانية .
حتي جاء الملك عبد العزيز ال سعود وأمر بأنشاء دار خاصة لكسوة الكعبة عام 1346 هجريا في مكة المكرمة وقام الملك فيصل بتجديده وأفتتح في عهد ولي العهد فهد بن عبد العزيز عام 1397 هجريا .
وصف الكعبة
يبلغ ارتفاع الكعبة حوالي 43 قدمًا (15 مترا ) وحوالي 12 مترا عرض الضلع الذي يوجد فيه الباب أما باقي ألضلاع فعرضها 10 أمتار ولم تكن كذلك في عهد اسماعيل فكانت تسع أذرع فقط وزادت قريش تسعة أذرع أخري في بنائها ثم زاد عبد الله بن الزبير تسعة أذرع أخري حتي أصبحت سبعة وعشرون ذراعا وهو ماعليها الأن . سميت ثلاثة من أركانها باسم البلدان الشامية ، مع تسمية الشمال باسم العراقي ، أما الغرب فيسمى باسم الشامي والجنوب الذي سمي باسم اليمني . يحتوي الركن الشرقي الرابع على الحجر الأسود المقدس ويسمي الركن الأسود ، الذي يقبله الحجاج في كثير من الأحيان ، أو يلوحون به إذا لم يتمكنوا من الوصول إليه من خلال الحشد. .
يتم غسل الكعبة مرتين في السنة ، مرة واحدة قبل شهر تقريبًا من شهر رمضان المبارك ، ومرة أخرى قبل شهر من بداية الحج. في كلتا الحالتين يتم تنظيف الجدران الخارجية للكعبة بمزيج خاص من الورود من مدينة الطائف ، عطر العود ، ماء من بئر زمزم المقدسة والروائح الأخرى ، و يتم فتح الكعبة أيضًا ومسحاتها الداخلية بالورد والعطور الأخرى.