جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأخو سيدنا على بن أبي طالب رضي الله عنه من أبويه، وأطلق عليه أبي المساكين، لشدة عطفه وملازمته للمساكين، وأشتهر بجعفر الطيار و ذو الجناحين وكان أشبه الناس بالنبي صلي الله عليه وسلم في الخلف والخلقة .
نبذة عن سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
ولد في مكة المكرمة وذلك سنة ٣٤ قبل الهجرة، وزوجته أسماء بنت عميس وأنجبت منه عبد الله ومحمد وعون أبناء سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية قيل توفيت قبل الهجرة، والصحيح يقال أنها رضي الله عنها هاجرت إلى المدينة المنورة وماتت هناك، ولقد تربى سيدنا رسول الله في بيت عمه أبو طالب وذلك عند وفاة جده عبد المطلب فتربى ونشأ عليه افضل الصلاة والسلام في بيت فاطمة بنت أسد وعمه أبو طالب، وتربى مع سيدنا على وسيدنا جعفر وباقي أخوته، وعندما توفيت السيدة فاطمة بنت أسد كفنها سيدنا رسول الله في قميصه، وكانت سيدة صالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم الزيارة إليها وكان يقيل في بيتها.
امتاز سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عن باقي صحابة رسول بإنه كان ملازم ومرافق لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ومطبقا لسنة وتعاليمه وأخلاقه حيث كان رضي الله عنه وأرضاه لا يأكل حتى الشبع فكان يربط ويلصق بطنه بالحصباء من شدة الجوع وحيث كان لا يعرف ظهره من بطنه، وكان يخرج على بعض الصحابة بالكعك الناشف، دليل على الزهد والورع ولا عجب أنها أخلاق النبوة.
إسلام سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
أسلم سيدنا جعفر وذلك بعد إسلام أخيه على بن أبي طالب رضي الله عنهما وقيل دخول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت الأرقم، ولكن عليه افضل الصلاة والسلام يصلي مع سيدنا علي وكان عن يمينه، وقال أبا طالب لسيدنا جعفر صل جناح ابن عمك وصلى عن يساره، ويقال أن سيدنا جعفر أنه رقم ٣٢ من الذين أسلموا ودخلوا في الإسلام.
أهل السفينة والهجرتين
كان سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه والسيدة أسماء بنت عميس كان من أهل السفينة والهجرتين وكانوا هاجروا إلى الحبشة إلى النجاشي، وكانت السيدة أسماء بنت عميس عند السيدة حفصة زوجة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودخل عليهم سيدنا عمر وقال من هذه؟ فقالت السيدة حفصة إنها أسماء بنت عميس،
فقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنها الحبشة؟ فقالت نعم
فقال سيدنا عمر نحن سبقناكم بالهجرة فنحن أحق بسيدنا رسول الله.
فغضبت أسماء بنت عميس وقررت الذهاب إلى سيدنا رسول الله وقصت عليه ما حدث وسألها ماذا قال عمر فقالت إنه يقول نحن سبقناكم فنحن أحق بسيدنا رسول الله فقال النبي الكريم ماذا قلتي فقالت لقد قلت كذا وكذا،
فقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان".
لقد ظل سيدنا جعفر والسيدة أسماء بنت عميس زوجته في أرض الحبشة إلى أن هاجر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.
وبعد ذلك هاجر إليه وهو في غزوة خيبر وعندما رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا أدري بأيهما أفرح: بفتح خيبر أم بقدوم جعفر".
مواقف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه مع رسول الله
وجه سيدنا رسول الله جعفر إلى بلاد الحبشة وعندما عاد من الحبشة وذهب إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتنقه وقبله بين عينيه وقال له "ألا أهب لك؟ ألا أبشرك؟ ألا أمنحك؟ ألا أتحفك"؟، وأمره أن يصلي أربع ركعات وهي صلاة التسابيح وهي معروفة.
سأل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر عن أغرب شيء رأه في بلاد الحبشة فقال جعفر أنه رأي امرأة تحمل على رأسها مكتل وجاء رجل على حصان ورمي الكتل الذي به الطعام والشراب وأخذ ينظر إليها وقالت المرأة للرجل ويلك يوم يضع الله عز وجل كرسيه فيأخذ المظلوم من الظالم، وعندما سمع الرسول الكريم ضحك بشدة وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر "كيف تُقدس أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع".
فتكلم سيدنا جعفر وقال إلى ملك الحبشة
فسأل ملك الحبشة جعفر هل معك من هذا الذي جاء عن الله عز وجل؟ فتلى جعفر من سورة مريم "كهيعص" فما أن سمعها النجاشي حتي بكي وقال أن هذا وما أتي به عيسي عليه السلام من مشكاة واحدة وأسلم ولكن لم يعلن إسلامه، وصلي عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة الغائب عند وفاته
أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنَّا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشركْ به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك.
لقد أثر سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في ملك الحبشة، لدرجة أنه أعلن إسلامه ورفض تسليم المسلمين لعمرو بن العاص وظل على حماية ومحافظة على المسلمين ورفض تسليمهم.
استشهاد سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
في غزوة مؤتة أمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فقال رسول الله "إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة"،
وروي أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه طعن في جميع جسده بضعا وتسعين من الطعنات وأيضا ورميه بالسيف، هذا الصحابي الجليل الذي ضحى بنفسه من أجل الدين الإسلامي ونصرة المسلمين.
لقد ذكر عبد الله بن جعفر أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحزن لوفاة جعفر ودخل على أمي أسماء بنت عميس وقال الرسول الكريم وهو يبكي بكاء شديد اللهم إن جعفرًا قدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدًا من عبادك الصالحين في ذريته".
كما خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت عميس قائلا يا أسماء ، هذا جعفر مع جبريل وميكائيل مر ، فأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فسلم ، فردي عليه السلام ، وقال : إنه لقي المشركين ، فأصابه في مقاديمه ثلاث وسبعون ، فأخذ اللواء بيده اليمنى فقطعت ، ثم أخذ باليسرى فقطعت . قال : فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة آكل من ثمارها ".
وقال أيضا رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا في الجنة ، مضرجة قوادمه بالدماء ، يطير في الجنة " .
المصادر
الصحابي جعفر بن أبي طالب - الشيخ نبيل العوضيجعفر بن أبي طالب - ويكيبيديا تم الأطلاع بتصرف