محمد بن إدريس الشافعي
الإمام الشافعي هو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي ولد سنة ١٥٠ هـ /٧٦٧ م بغزة ، وهو صاحب المذهب الشافعي ومن كبار علماء المسلمين فهو مؤسس علم أصول الفقه وإمام علم الحديث والتفسير وهو ثالث الأئمة الأربعة لأهل السنة والجماعةحياته ونشأته
ولد الإمام الشافعي في غزة في عام ١٥٠ هـ ، وفي سن الثانية من عمره أنتقلت به أمه إلي مكة ، و تبدأ حياة الأمام الشافعي الدينية والعلمية ، ففي سن السابعة من عمره حفظ القرآن الكريم كاملًا وعند العاشرة حفظ الموطأ ، وخرج لطلب العلم في مكة حتي أذن له بإصدار الفتوي ولم يكمل عشرين سنة ،مرحلة طلب العلم
كان الإمام الشافعي طالبا للعلم أينما كان فهاجر إلي المدينة المنورة لطلب العلم عند الإمام مالك بن أنس ، ثم ذهب إلي اليمن وعمل بها ثم واصل إلي بغداد لطلب العلم عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني في سنة ١٨٤ هـ ، ثم درس المذهب الحنفي فجمع بين المذهب الحنفي في العراق والمذهب المالكي في الحجازعاد الشافعي إلي مكة مرة أخري وأخذ يلقي الدروس في الحرم المكي ومكث بها تسع سنوات ثم ذهب إلي بغداد للمرة الثانية في سنة ١٩٥هـ وفي أثناء تواجده بالعراق قام بتأليف كتاب الرسالة ووضع به أساس علم وأصول الفقه وفي عام ١٩٩هـ سافر إلي مصر لنشر علمه ومذهبه الجديد ويعلم طلاب العلم ويجادل مخالفيه حتي توفي سنة ٢٠٤ هـ .
صفات وأخلاق الأمام الشافعي
تميز الأمام الشافعي بالذكاء الشديد والفطنة والعلم الغزير فقد كان عالم باللغة العربية وعلم الكتاب بفقه ومعانيه وعلم الحديث وفقه الرأي والقياس فقال عنه أحد تلاميذه (( كان الشافعي إذا أخد في التفسير كأنه شاهد التنزيل ))
الورع والعبادة
كان الإمام الشافعي ورعًا تقيا كثير العبادة فقد كان يختم القرآن الكريم كل يوم ختمة وفي شهر رمضان يختم في كل يوم ختمة وفي كل ليلة ختمة فكان يختم ستين ختمة في شهر رمضان
التواضع
مع غزارة علم الشافعي وتنوعه إلا أنه كان متواضعًا فقال عنه الربيع بن سليمان أنه قال ( سمعت الشافعي ودخلت عليه وهو مريض فذكر ماوضع من كتبه ، فقال : لوددت أن الخلق تعلمه ، ولم ينسب إلي منه شئ أبداً)الكرم
عرف عن الإمام الشافعي الكرم والعطاء فقد كان سخيا كريما فقد كان أسخي الناس علي الدينار والدرهم والطعام ومن أقواله ( أفلست في عمري ثلاث فلاسات ، فكنت أبيع قليلي وكثيري ، حتي حلي ابنتي وزوجتي ، ولم أرهن قط )أبنائه
أنجب الشافعي أربعة ابناء أثنين ذكور وأثنين آناث :محمد (أبو عثمان ) وفاطمة وزينب من زوجته الأولي
ومحمد ( أبو الحسن ) من زوجته الثانية جاريته دنانير
مؤلفاته ومصنفاته
للشافعي كتب ومؤلفات كثيرة في الطهارة والصلاة والزكاة والحج والنكاح والطلاق ، وقد جمعت كتبه في الفروع في كتاب واحد ( الأم ) ومن كتبه في أصول الفقه :
- كتاب الرسالم القديم كتبه في بغداد
- كتاب الرسالة الجديد كتبه في مصر
- جماع العلم
- اختلاف الاحاديث
- أحكام القرآن
- ابطال الاستحسان
- صفة الأمر والنهي
- بيان فرض الله عز وجل
- اختلاف مالك والشافعي
- كتاب الرد علي محمد بن حسن
- اختلاف العراقيين
- فضائل قريش
- كتاب علي وعبد الله
مكانته وثناء النبي عليه
أثني الكثير من العلماء والفقهاء علي الشافعي كما روي عن أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :( اللهم أهد قريشا ، فأن عالمها يملأ طباق الأرض علما ، اللهم كما أذقتهم عذاباً فأذقهم نوالا ) وقد أجمع الجميع أن المقصود بهذا الحديث هو الشافعي فما جاء عالم من قريش بلغ علمه وفقه شتي الأرض مثله .
كما أثني عليه الأمام أحمد بن حنبل فقال راويا عن النبي صلي الله عليه وسلم ( أن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة من يقرر لها دينها ) فكان عمر بن عبد العزيز علي رأس المائة ، وأرجو أن يكون الشافعي علي رأس المائة الأخري
وفاته
توفي الإمام الشافعي في مصر سنة ٢٠٤ هـجريا في أخر ليلة من شهر رجب عن عمر ٥٤ سنة