الأمام البخاري هو أحد أكبر الفقهاء وعلماء الحديث عند
أهل السنة والجماعة، ومنذ نشأتنا ونحن نرى اسم البخاري يتردد كثيرًا في علوم
الحديث، وله مصنفات كثيرة أشهرها صحيح البخاري، وفيما يلي سوف نوضح لكم: اسم ونسب
البخاري ونشأته، انتقالات البخاري لطلب العلم، من روى عن الإمام البخاري، كتب
البخاري ومصنفاته، وبعض صفات البخاري الشخصية، ونبذة عن وفاته.
اسم ونسب البخاري ونشأته:
-
يسمى بـ : محمد بن اسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري
ولم يتفق المؤرخون على أصل البخاري سواء كان فارسيًا أو تركيًا، حيث اتفق بعضهم
على أن جده الأكبر كان فارسيًا، واتفق آخرون على أنه كان تركي الأصل وبعض المؤرخين
يقولون أنه عربي الأصل.
-
ولد البخاري في مدينة من أحد مدن أوزبكستان وهي مدينة "بخارى" في
ليلة جمعة توافق الثالث عشر من شوال من عام 194 هـ.
-
نشأ البخاري على طلب العلم وحفظ الأحاديث منذ صغر عمره حيث: التحق بالكتاب
صبيًا فحفظ القرآن الكريم، وأمهات الكتب، وعند وصوله سن العاشرة من عمره بدأ
البخاري في حفظ الأحاديث وحضور حلقات الدروس وكان حريصًا على التفرقة بين الحديث
الصحيح والحديث الضعيف ومعرفة علل الأحاديث المختلفة.
انتقالات البخاري لطلب العلم:
زار البخاري العديد من الدول لينال مناهل العلم ليأخذ
العلم عن الشيوخ والرواية عن المحدثين.
استمع البخاري إلى شيوخ بلده ثم رحل ليستمع إلى شيوخ
الأقاليم المجاورة إلى بلده فرحل إلى أقاليم تسمى: بلخ، ومرو، والري، وهراة،
ونيسابور.
بعد ذلك ذهب البخاري إلى الحجاز فدخل مكة ثم المدينة
المنورة ليقيم بها فترة ومنها إلى الأمصار حيث ذهب إلى: العراق ثم بغداد ثم واسط
ثم الكوفة ثم البصرة وبعد ذلك ذهب إلى الشام حيث دخل: دمشق وحمص وقيسارية وعسقلان
وبعدها ذهب إلى مصر.
من روى عن الإمام البخاري:
-
من شيوخه:
عبدالله المسندي، عبدالله بن منير، محمد بن خلف بن قتيبة.
-
من أقرانه:
أبو حاتم الرازي، أبو زرعة الرازي، أبو بكر بن أبي عاصم، إبراهيم بن إسحاق الحربي.
-
الذين أخذوا
عنه من كبار الحفاظ: مسلم بن الحجاج، ابن خزيمة، أبو عبدالرحمن النسائي، أحمد بن
سلمة النيسابوري، أبو عيسى الترمذي، أبو بكر بن أبي الدنيا، حسين بن محمد القباني،
يعقوب بن يوسف بن الأخرم، جعفر بن محمد النيسابوري، أبو القاسم البغوي، و الحسين
بن إسماعيل المحاملي.
كتب البخاري ومصنفاته:
ألف البخاري كتبًا كثيرة جدًا وصنف العديد والعديد،
حيث امتاز بذكائه الحاد الذي ساعده كثيرًا في الكتابة والتأليف بالإضافة إلى سعة
حفظه وذاكرته القوية ومعرفته الواسعة بالحديث النبوي، وخبرته الشديدة بالأسانيد
وتفرقته بين الصحيح القوي والصحيح الضعيف.
وفيما يلي سوف نعرض عليكم بعض كتب البخاري ومصنفاته:
-
كتب البخاري
ومصنفاته في الحديث والفقه:
●
كتاب الجامع الصحيح: والمعروف باسم صحيح
البخاري، حيث جمع فيه البخاري قرابة الـ 7593 حديثًا واختار الإمام البخاري هذه
الأحاديث من بين ستمائة ألف حديث.
● كتاب الأدب المفرد: قسم الإمام البخاري هذا الكتاب إلى مواضيع معنية بتهذيب الأخلاق والسلوك.
● كتاب رفع اليدين في الصلاة: وبين الإمام البخاري في هذا الكتاب أن رفع اليدين في الصلاة سنة ثابتة، ورد
على الذين ينكرون ذلك ويقولون غيره.
● كتاب القرآن خلف الإمام: حيث ذكر الإمام البخاري في هذا الكتاب الأدلة التي تثبت وجوب قراءة القرآن
للمأموم في الصلاة، ورد على المعارضين لذلك.
●
كتاب الهبة: وهذا الكتاب مفقود لم يعثر عليه
أحد.
●
كتاب المبسوط: وهو كتاب مفقود أيضًا لم يتم
العثور عليه.
●
كتاب المسند الكبير: وهو كتاب مفقود.
●
كتاب الوحدان: ذكر الإمام البخاري في هذا الكتاب
كل الصحابة الذين روي عنهم حديث واحد فقط.
●
كتاب الفوائد وكتاب العلل: وهما كتابان مفقودان
أيضًا لم يتم العثور عليهما.
- كتب البخاري ومصنفاته في التاريخ والرجال:
●
التاريخ الكبير: وهو عبارة عن موسوعة
كبيرة في التراجم حيث رتب فيه الإمام البخاري الأسماء الخاصة برواة الحديث على
حروف المعجم، كما اقترب فيه الإمام البخاري من حصر أسماء من روى عنهم الأحاديث من
الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
●
كتاب التاريخ الأوسط: بدأ الإمام البخاري
هذا الكتاب بقصة الهجرة إلى الحبشة وطرف من السيرة النبوية كما ترجم لمن توفى من
الصحابة في عهد سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، والمتوفين في عهد الخلفاء
الراشدين والرواة وأخبارهم ووفياتهم.
●
كتاب التاريخ الصغير: وخصص الإمام البخاري
هذا الكتاب بالصحابة.
●
كتاب الكُنى: وأورد الإمام البخاري في هذا
الكتاب أغلبية الرواة الذين اشتهروا وعرفوا بكنيتهم ولكن لم تُعرف أسمائهم.
●
كتاب الضعفاء الصغير: ذكر الإمام البخاري في
هذا الكتاب الضعفاء من الرواة كما ترجم لهم تراجم قصيرة.
●
كتاب الضعفاء الكبير:قام الإمام البخاري
بالتوسع في هذا الكتاب حيث قام بذكر الضعفاء من الرواة كما زاد في الترجمة لهم.
- كتب البخاري ومصنفاته في التفسير والعقيدة:
●
كتاب التفسير الكبير: وهو كتاب مفقود لم يتم
العثور عليه من قبل أحد ولكن قال محمد بن يوسف الفربري تلميذ الإمام البخاري أنه
صنفه في فربر وذكره ابن حجر العسقلاني و حاجي خليفة.
●
كتاب خلق أفعال العباد: بين الإمام البخاري في
هذا الكتاب الفرق بين كلام الله وكلام العباد حيث أن كلام الله منزه وصفة من صفاته
ليس بمخلوق كما رد الإمام البخاري فيه على المعتزلة والجهمية.
بعض صفات البخاري الشخصية:
روى المؤرخون الكثير والكثير عن شخصية الإمام البخاري
وصفاته حيث قالوا أنه كان يكثر من الصلاة وكان يطول في القيام بها وكثير الخشوع
حيث لا يشغله شيء عن صلاته، وكان الإمام البخاري كريمًا وسمحًا وكثير الزهد في
الدنيا وكثير الإنفاق على المحتاجين والفقراء والمساكين خصوصًا من تلاميذه
وأصحابه.
كما تمتع الإمام البخاري بصورة عظيمة بمقدرته الفائقة
على الحفظ والإتقان والتفوق البالغ في علوم الحديث بشهادة الجميع.
وشهد البعض على أن شكله كان نحيف الجسم ليس بالطويل
ولا بالقصير لكنه كان متوسطًا في قامته.
كما تميز إمامنا البخاري بالكثير والكثير من الصفات
الأخرى حيث عُرف بـ: حُسن وقوة عبادته وورعه وتحريه وكرمه وسماحته وزهده وأدبه
ونبوغه وحفظه وتقدمه على جميع أقرانه.
وفاة البخاري :
توفي الإمام البخاري رحمه الله في ليلة عيد الفطر المبارك يوم السبت الموافق
1 شوال من عام 256 هـ وقت صلاة العشاء، وقد أوصى من حوله مسبقًا حيث قال: كفنوني
في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، فتم تكفينه كما وصى مسبقًا وصلى
المسلمون عليه يوم العيد بعد الظهر ودفن.
توفي الإمام البخاري رحمة الله عليه قبل إتمامه الاثنين وستين عامًا بنحو
حوالي ثلاثة عشر يومًا، وقبره معروف مكانه حتى الآن وقد أقيم له ضريح مشهور في
سمرقند.
ويقال أنه عندما دفن الإمام البخاري فاحت رائحة المسك من تراب قبره ودامت
هذه الرائحة الطيبة عدة أيام كثيرة حتى تحدث أهل البلدة جميعهم عن هذه الرائحة
الطيبة التي تخرج من قبر الإمام البخاري، كما علت سواري بيض في السماء مستطيلة
الشكل بحذاء قبره فكان هذا الأمر مثيرًا للتعجب والدهشة.