-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

أنس بن نضر النجاري | الصحابي الذي أقسم علي الله فأبره

أنس بن نضر النجاري | الصحابي الذي أقسم علي الله فأبره

ولد الصحابي أنس بن نصر النجاري لاسرة عريقة من بني عدي بن النجار من الخزرج ، من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم .
قبل معركة بدر راه النبي صلي الله عليه وسلم وسأله : كيف أصبحت ياحارثة ؟ فقال : أصبحت مؤمنا بالله حقا فقال صلي الله عليه وسلم له :أنظر ماذا تقول ياحارثة فأن لكل قول حقيقة فقال : يارسول الله لقد عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي بالقيام وأظمأت نهاري بالصيام وكأني انظر لأهل النار يتلظون بنارها ويتعاوون في جحيمها ثم قال أدع لي بالشهادة يارسول الله فدعا له بها .

الصحابي الذي أقسم علي الله فأبره


وكان لأنس أخت تسمي أم حارث وفي يوم من الايام استفزتها جارية من اهل يثرب  حتي لطمتها لطمة قوية كسرت ثنيتها وندمت علي مافعلت اشد الندم فما كان من أخوها أنس ان ذهب اليها يعرض علي أهلها الدية فرفضوا وقالوا سنشكوها الي رسول الله صلي الله عليه وسلم  فلما شكوها للنبي قضي بالقصاص فحزن أنس لقول النبي وقال : أوتكسر ثنايا أم حارثا يارسول الله  والذي بعثك بالحق لاتكسر !
فقال النبي صلي الله عليه وسلم له : أنه كتاب الله يقضي بذلك ، واذا بأهل الجارية يقولون : نعم لاتكسر ثنايها يارسول الله لقد عفونا عنها يارسول الله 
فنظر النبي الي أنس في متعجبا وقال : إن من عباد الله لو أقسم علي الله لأبره .
    
لم يشهد أنس  بدر مع النبي صلي الله عليه وسلم فكان يلوم نفسه قائلا : ويحك يا أنس أتغيب عن أول مشهد شهده رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ هل أنت ضامن بإن يمتد بك العمر حتي تشهد مع النبي يوما يعادل بدرا في الاجر والله لان اكرمني ربي بيوم ألقي فيه المشركين ليرين ما أصنع .


أني اشتم ريح الجنة 



وماهي الا أيام قليلة حتي قامت غزوة أحد فجاته الفرصة لينفذ عهده الي الله عز وجل فشارك في غزوة أحد وكان يوما عصيبا علي المسلمين وأشيع ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد قتل وقد صدق الكثير هذه الإشاعة فنظر أنس الي ساحة القتال فوجد ان المسلمين انكشفوا عن رسول الله وراي المشركين يريدون قتل النبي صلي الله عليه وسلم بسيوفهم وهزيمة المسلمين فقال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء قاصدا المسلمين الفارين أبرأ إليك مما صنع هؤلاء قاصدا المشركين 


فأستل سيفيه وكسر غمده واقتحم القتال غير متردد ولا مرتاب وبينما هو كذلك لاقي سعد بن معاذ قريبا منه فقال له : الجنة ياسعد ورب النضر أني أجد ريحها من دون أحد .

وما أن انتهت المعركة حتي وجدوه شهيدا وفي جسده بضع وثمانين من ضربة سيف و طعنة رمح ورمية سهم وكان قد مثل بجثته فما عرفه الا أخته من عقلة أصابعه .

وحزنت عليه أمه حزنا شديدا حتي ذهب الي النبي صلي الله عليه وسلم تسأله : أهو من أهل الجنة ام النار ؟ فقال صلي الله عليه وسلم : هو في الفردوس الأعلى فأطمئن قلبها .

ولقد ذكر الله سبحانه وتعالي تضحية أنس في القران الكريم في سورة الأحزاب (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )  ليبقي أنس رضي الله عنه خالدا في كتاب الله الي يوم تقوم الساعة .


المصادر 

صور من حياة الصحابة 
أسد الغابة في معرفة الصحابة - ابن الاثير 
الطبقات الكبري لابن سعد 
الاسمبريد إلكترونيرسالة