-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

الصحابي الذي أرعب كفار قريش | عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد





الصحابي الذي أرعب كفار قريش




هوعتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد وكنيته ( أبو بصير )


ترجع أحداث قصة هذا الصحابي الجليل الي السنة السادسة للهجرة عندما خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه من المدينة قاصدا مكة لأداء العمرة وكان معه 1400 رجلا من المهاجرين والأنصارمعهم سيوف للدفاع عن ما يمكن أن يعترضهم في الطريق مرتدين ملابس الأحرام ليؤكدوا لقريش انهم قاصدين العمرة وليس الحرب ، فما علمت قريش بقدوهم حتي خرجوا لصدهم عن دخول مكة ، فلم نزل النبي صلي الله عليه وسلم الحديبية أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه الي قريش ليبلغم برسالة رسول الله صلي الله عليه وسلم : أنهم لم يأتوا لحرب وأنما لاداء العمرة ، ودعاهم الي الله والأسلام  ، فسمعوا رسالة رسول الله من عثمان  ولكن أخرت قريش رجوع عثمان رضي الله عنه الي النبي ، فظن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قتل ، فدعا الي البيعة وهو تحت الشجرة ، فتبادروا اليه وتابيعوا أن لا يفروا وسميت (بيعة الرضوان )



أرسلت قريش سفراء مكة ليعقدوا صلحا حتي توصلوا الي صلح الحديبية وكان من بنود هذا الصلح أن من جاء من قريش الي المسلمين مؤمنا ، رده رسول الله صلي الله عليه وسلم الي قريش ، وأن من جاء الي قريش من المسلمين مرتدا عن دينه لايردوه الي النبي صلي الله عليه وسلم .
كان من الذين فروا من قريش الي مكة الي  رسول الله صلي الله عليه وسلم هو بطلنا الصحابي عتبة بن أسيد ، وصل عتبة الي المدينة وذهب الي  رسول الله صلي الله عليه وسلم في المسجد وعليه أثار السفر والعذاب الذي تلقاه علي أيدي قريش ، ولم يكن يعلم عتبة بأمر صلح الحديبية ،فما أن وصل الي المدينة حتي بعثت قريش كتابا الي النبي صلي الله عليه وسلم تطللب فيه عتبة عملا بشروط الصلح ,وبعثا رجلان لطلبه .



قال النبي صلي الله عليه وسلم لأبا بصير : انهذا القوم قد صالحونا علي ماقد عملت ، وانا لانغدر ، فألحق بقومك فقال له أبو بصير :أتردني يارسول الله للمشركين يفتتوني في ديني ،فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : أصبر وأحتسب ولك ومن المستضعفين من معك فرجا ومخرجا .


 خرج أبوالبصير مع الرجلين في طريق العودة الي مكة وعند وصلوهم لذي الحليفة علي بعد سبع أميال من المدينة جلسا ليرتاحا من الطريق وذهب الأخر لقضاء حاجته ، فسأل أبو بصير الرجل القرشي عن سيفه أهو صارم فقال له :نعم واخد يقص عليه خبر السيف ،فأبدي أبو بصير أعجابه بالسيف فعندما رأي القرشي أعجاب أبو البصير بالسيف ، قال له : أنظره أن شئت ، فلما أستلم السيف منه أخرجه من غمده وهوي به علي رأس القرشي فقتله ، فلما رأه صاحبه مقتولا فر هاربا الي المدينة ليقص علي رسول الله ماحدث ، فذهب أبو البصير للنبي صلي الله عليه وسلم حاملا السيف الذي قتل به القرشي قائلا : يا رسول الله قد وفت ذمتك ، وأدي الله عنك فقال النبي : وكيف ؟ فقال أبو البصير : لقد وفيت بعهدك وأسلمتني الي قريش ، لكن نجوت بديني ونفسي مخافة أن يفتتنوني في ديني .

فالتفت الرسول صلي الله عليه وسلم لمن معه وقال لهم : ويل أمه من مصعب حرب لو كان معه رجال ، ومصعب حرب أي بطلها وموقد نارها .


مضي أبو بصير من المدينة قاصدا منطقة العيض علي ساحل البحر في الطريق التي تسلكه قريش لتجارتها في الشام ، فما أن سمع المسلمون المستضعفين في مكة قول رسول الله عنه حتي خرجوا للانضمام له حتي صاروا سبعون رجلا ، فقطعوا طريق التجارة علي قريش ، فان لاقوا أحدا منهم قتلوه ولايمر بهم عير الا أخذوها مسببين خسائر فادحة لقريش .


ضاقت قريشا ذرعا من الخسائر التي تتوالي في قوافلهم فكتبوا للنبي صلي الله عليه وسلم يسألونه بأرحامها أن يدعو أبو بصير اليه ،وانها نزلت عن شرطها المتعلق به .

فبعث النبي صلي الله عليه وسلم كتابا أبي بصير وأصحابه يدعوهم للقدوم اليه ، لكن كان أبو البصير علي فراش الموت فأخذ كتاب رسول الله وقبله  ثم فاضت روحه وهو يقول : اقرئوا مني السلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ومات رضي الله عنه 
فعاش معذبا في سبيل الله ومات مشردا في سبيل الله فرحم الله أبو البصير 

المراجع 
أسد الغابة في معرفة الصحابة -ابن اثير

الاسمبريد إلكترونيرسالة