-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

الكابالا (القبَّالاه)



تعريف الكابالا 

كابالا Cabala هي فرع من فروع الباطنية اليهودية السرية التي تبنوها فأنحرفوا عن عقديتهم اليهودية ، كما تعرف علي أنها مذهب لتفسير الكتاب المقدس عند اليهود يقوم علي نظرية أن لكل حرف وكلمة معني خفي ، وتشمل علي نظريات و أفكار مأخوذة من معتقدات فرعونية ووثنية عن الخلق وطبيعة الكون والبشر والقدر والروح .

كما تشمل الكابالا أنواع التعاليم التي تبحث عن المعاني السرية والتصوفية الموجودة في التوراة ، وعندما قام المؤرخون والباحثون بالبحث عن أصل الكابالا وجدوا أنها مأخوذة من الفلسفات الوثنية الموجودة قبل التوراة والتي تسللت بعد ذلك للدين اليهودي .

وعرف الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعة اليهودية القبالة علي أنها مصطلح  مشتق من كلمة عبرية معناها التقبل أي ما يتقبله أو يتلقاه التلميذ عن السلف من التراث وكان يقصد في البداية تراث اليهودية الشفوي أو الشريعية الشفوية ثم أصبحت في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي تعني التصوف الحاخامي السري والذين يتلقون الفيض الرباني

نشأة الكابالا




يرجع نشأة الكابالا الي شعائر وتقاليد القدماء المصريين ثم تطورت بعد ذلك في القرنين الثاني والثالث الميلادي في ظل مناخ العقائد المتصارعة في مدينة الأسكندرية ، وصدر أول كتاب لذلك المذهب بأسم الزوهار والذي تعرض لانتقاد في بداية ظهورة من أحبار اليهود الذين أعتبروه أنتهاك لأصول للعقيدة اليهودية ، وظل هذا الكتاب مخفيا حتي القرن الثالث عشر الميلادي عندما أكتشف وجوده في كهف بفلسطين ، ليحصل بعدها الحاخام موسي دي ليون علي نسخة منه الذي تعمق في تراث هذا المذهب ونشر نسخة من كتاب الزهار في نسخة جديدة باللغة الأسبانية .

لتنشأ مع نهاية القرن السادس عشر الميلادي مدرستين للفكر القبالي المدرسة الأولي يمثلها موسي بن ميمون ، والمدرسة الثانية يمثلها إسحاق لوريا بالرغم من وضع اليهود الأرثوذكس الفكر القبالي خارج حدود مذهبهم خوفا من الفتنة ولقوة ما يحتويه من أسرار وخفايا ورموز غامضة ومع ذلك استمر الفكر القبالي قويا في السر أو العلن .

أما المدرسة الثانية فكانت علي يد اسحاق لوريا الذي ولد عام 1534 م في مدينة القدس وأخذته أمه وهو صغير بعد وفاة أبيه الي مصر وتربي في بيت عمه في جزيرة الروضة بالقاهرة .

فأعتزل الناس وعكف علي دراسة المذهب القبالي ليخرج منها بفكر جديد سمي بالقبالة الجديدة أو القبالة الوريانية نسبة إلى إسمه ، ليجعل القبالة بعد ذلك مدخلا لعلم اللاهوت المعاصر وعلم النفس والفلسفة

أفكار الكابالا


تقوم الكابالا علي طقوس السحر الأسود والشعوذة ، كما تعد من أعقد الفلسفات الدينية فهي تحتوي علي رموز غامضة وباطنية وتعتمد في الأساس علي أفتراض أن لكل حرف و كلمة في التوراة معاني خفية لايتم أكتشافها أو فك شفيرتها الا عن طريق صيغ رياضية وطرق رياضية وتراكيب هندسية مرتبطة بالسحر الأسود والتنجيم .

ولذلك طيلة القرون ماضية لم يسمح الا للرجال المتدينين جدا ممن تجاوزوا سن الأربعين وكرسوا حياتهم للدين اليهودي بدراسة ومعرفة حقيقة الكابالا .


تاريخ الكابالا

يزعم القباليون أن سيدنا ادم عليه السلام ورث أسراره للأنبياء من بعده شفهيا عبر الأجيال وعندما أمر الله سبحانه وتعالي موسي عليه السلام بالذهاب الي الجبل ليتلقي التوراة يقول القباليون أنه ذهب ثلاث مرات مدة كل منها أربعين يوم تلقي في الأولي نصوص الشريعية الظاهرية المدونة في التوراة ، وفي الثانية تلقي روح الشريعة التي يتعلمها الأحبار فقط ، أما في الثالثة تلقي روح روح الشريعة وهي الأسرار الخاصة بالقبالين فقط ويزعمون أن سيدنا موسي أخفاها في النصوص ولايفهما أحد غيرهم بأستخدام شفرات معينة .
 

اشتهر اليهود بالسحر بعد السبي البابلي الذي حصلت خلاله الكثير من التحريفات للدين، ويقال إن اليهود الذين وجدوا أنفسهم أسرى في بابل بعد أن كانوا من أغنى الناس وأقواهم بدأوا بالاحتيال على أهل بابل، فاشتغلوا بالسحر والتنجيم، وراجت عنهم منذ ذلك الحين قصص تتهم النبي سليمان عليه السلام –الذي كان أعظم ملوكهم قبل السبي- بأنه كان ساحرا يستخدم الجن في أعمال الشر، حيث كان يملك بالفعل سلطة تسخير الجن في البناء والنحت دون السحر، لكنهم نسبوا إليه كتمان أسرار السحر في كتاب خاص، وأنهم وحدهم من يعرف هذه الأسرار.

معتقدات الكابالا

1-وحدة الوجود أي دمج الإله بالكون ، والحيلولة أي حلول الإله بالأنسان عبر الأتحاد معه والفناء فيه
2- تعظيم الإنسان وتأليهه بدلا من العبودية لله سبحانه وتعالي وتجسيد الإله في التوراة المحرفة وتحويله لمجرد إله خاص ببني إسرائيل وهو مثل الالهة الوثنية يرتكب الأخطاء وليس كامل الأوصاف مطلق القدرة والأرادة كما هو معروف لدينا في القران الكريم
3- الزعم بأن الكون والانسان وجميع الخلق كانوا داخل الذات الالهية قبل الخلق ثم انبثق سيدنا آدم عليه السلام أو كما يسمونه في العبرية آدم القدمون عن هذه الذات الإلهية على صورة الإله نفسه .
4- الأنسان كامل وجسمه يعكس التجليات النورانية العشرة السفيروت وتتمثل هذه التجليات علي هيئة شجرة الحياة التي يتخيلون أن جذورها في السماء بينما تلامس فروعها الأرض أي مقلوبة فيتسلق الشجرة الحاخام ليصعد من عالمه الدنيوي الي الإله في السماء، ويعود للاتحاد معه كما كان أصلاً في داخله.

وفي النهاية تعتبر الكابالا من الكفر و الشرك والالحاد والسحر تستخدم طقوس شيطانية لتضليل الناس وافساد عقيدتهم والدعوة لعبادة الشيطان 

المراجع

  • عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، دار الشروق، القاهرة.
  • سامي الإمام، الفكر العقدي اليهودي، جامعة الأزهر
  • هدى درويش، نبي الله إدريس بين المصرية القديمة واليهودية والإسلام، دار السلام، القاهرة، 2009.
  • ميخائيل لايتمان، علم الكابالا Kabbalah للمبتدئين، موقع حكمة الكابالا Kabbalah، 2005.
  • https://www.marefa.org
  • https://al-sabeel.net
الاسمبريد إلكترونيرسالة