أرسل الله عز وجل رسول الله صلي الله عليه وسلم رسول للعالمين من الإنس والجن يدعوهم إلي توحيد الله وعبادته فكان خاتم الأنبياء والمرسلين فكان أشرف خلق الله وسيد البشر معصومًا من الخطأ ، وكان من ضمن الابتلاءات التي وقعت بالنبي صلي الله عليه وسلم فقدانه لأولاده في حياته الشريفة إلا فاطمة رضي الله عنه توفت بعد وفاته بستة أشهر .
و كان لرسول الله صلي الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها ستة من الأبناء أثنين ذكور هم ( القاسم - عبد الله ) وأربعة من الآناث ( زينب - رقية - أم كلثوم - فاطمة )
أبناء الرسول صلي الله عليه وسلم الآناث
- السيدة زينب رضي الله عنها
هي كبري بنات رسول الله صلي الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها ولدت رضي الله عنها قبل البعثة بعشر سنين وكان عمر النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثون عامًا
زواج السيدة زينب
تزوجت السيدة زينب رضي الله عنها من ابن خالتها هالة بنت خويلد وهو أبو العاص بن الربيع رضي الله عنه وكان من أشراف مكة وكان هذا الزواج قبل نزول الوحي ، وقد تعلمت السيدة زينب رضي الله عنها الوفاء والأخلاص من أبيها صلي الله عليه وسلم ، وبقي أبو العاص علي دين قريش وحارب معهم ضد المسلمين يوم بدر سنة ٢ هـ ، وبقيت زينب رضي الله عنها في مكة ، وأنتهت الغزوة بأنتصار المسلمين ووقع أبو العاص أسيرا بأيدي المسلمين ، فلما أرسل أهل مكة الأموال فداء أسراهم ، أرسلت زينب قلادة كانت لأمها السيدة خديجة فداء لأبو العاص ، فلما رآها الرسول صلي الله عليه وسلم تأثر ورق لها رقة شديدة وقال ( إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها الذي لها ) فقالوا: نعم ، فاطلقوا سراحه وردوا ماله ، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم اشترط علي أبو العاص أن يخلي سبيل زينب ويأذن في هجرتها إلي المدينة فوفي بذلك .
بدأت زينب رضي الله عنها التجهز للهجرة إلي المدينة بعدما أطلق سراحها أبو العاص ، وكان قد قدم لها كنانة بن الربيع أخو زوجها بعير فركبته وهيا في الهودج وخرج بقوسه وكنانته ليحرسها ، فعلمت قريش بذلك فخرجوا في اللحاق بها ، وكان أول سبق إليها رجل يدعي هبار بن الأسود ونافع بن عبد قيس ، فروعها هبار برمحه وهيا في الهودج ، وكانت رضي الله عنها حاملًا ، وقيل أنها طرحت حملها نتيجة لخوفها ، واتفق أبو سيفان مع كنانة أن يرجع بها إلي مكة ليلا خوفا من أن يتحدث أهل مكة ، فرجع كنانة بالسيدة زينب إلي مكة وسلمها لزيد بن حارثة ورجل معه كان قد أرسلهم النبي صلي الله عليه وسلم لاصطحابها إلي المدينة بعد غزوة بدر
إسلام زوجها
سافر أبو العاص في عام ٨ هجريا وقبل فتح مكة بقليل إلي الشام للتجارة لبعض وفي طريق عودته اعترضته أحد سرايا النبي صلي الله عليه وسلم وأخذوا منه العير والمال ، فاستجار أبو العاص بزينب ، فأجارته فلما صلي النبي صلي الله عليه وسلم صلاة الصبح ، قالت ( أيها الناس ، أني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ) فأقر علي ذلك النبي صلي الله عليه وسلم بقوله ( فو الذي نفسي بيده ، ما علمت بما كان حتي سمعت ما سمعتم ، أنه يجير علي المسلمين أدناهم ) فطلب النبي ﷺ من أغاروا عليه وطلب منهم أن يردوا له ماله ففعلوا ، فعاد بعد ذلك لمكة وأعلن إسلامه ثم عاد هاجر مهاجرًا للمدينة ، ليرد النبي ﷺ ابنته له كزوجة قيل بعقد نكاح جديد وقيل بعقد النكاح الأول .
وفاتها
توفيت السيدة زينب رضي الله عنها في العام الثامن للهجرة ، وقد أصيب بالمرض جراء ما تعرضت له أثناء هجرتها إلي المدينة ليغسلها أم أيمن ، وأم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة وأم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنهم أجمعين وصلي عليها النبي ﷺ ونزل في قربها ومعه أبو العاص
- رقية
رقية ثاني أكبر بنات النبي ﷺ بعد زينب وتلقب بذات الهجرتين وتكني بأم عبد الله ، ولدت قبل سبع أعوام من البعثة النبوية سنة ٢٠ ق. هـ ، وهاجرت للحبشة والمدينة المنورة
زواجها
تزوجت السيدة رقية رضي الله عنها من ابن عم ابيها عتبة بن أبي لهب وعند بعثة النبي ﷺ أسلمت رقية ولكن لم يسلم زوجها وبقي علي دينه ، ولما أنزل الله تبارك وتعالي سورة المسد ، أجبر أبو لهب أبنه عتبة علي طلاق رقية فطلقها وكان لم يدخل بها ، ليتزوجها بعد ذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه في مكة وهاجرا معا للحبشة والمدينة وأنجبت في الحبشة ولدًا سمي عبد الله وتوفي عند بلوغه عمر الست سنوات سنة ٤ هـ
وفاتها
توفيت رقية رضي الله عنها في السنة الثانية للهجرة في أثناء غزوة بدر حيث مرضت بمرض الحصباء وبقي عثمان بن عفان رضي الله عنه بجوارها بأمر النبي ﷺ ولم يشارك في الغزوة ودفنها عثمان وكان ذلك في يوم أنتصار المسلمين في غزوة بدر
- أم كلثوم
ولدت أم كلثوم رضي الله عنها في سنة ١٩ ق. هـ قبل بعثة النبي صلي الله عليه وسلم بست سنوات ، وأسلمت وهاجرت إلي المدينة المنورة
زواجها
تزوجت أم كلثوم رضي الله عنها من عتيبة بن أبي لهب ابن عم أبيها ولما بعث النبي صلي الله عليه وسلم أسلمت ورفض زوجها الإسلام وبقي علي دينه ولما أنزلت سورة المسد أجبر أبو لهب أبنه الآخر عتيبة علي تطليق أم كلثوم وكان لم يدخل بها ، ثم زوجها النبي ﷺ لعثمان بن عفان بعد وفاة زوجته وأختها رقية في سنة ٣ هـ ولذلك سمي رضي الله عنه بذي النورين
وكان قبل زواج عثمان رضي الله عنه قد عرض عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يزوجه بنته حفصة فسكت عثمان لعلمه أن النبي صلي الله عليه وسلم ذكرها ، فلما علم النبي ﷺ قال ( ألا أدل عثمان علي من هو خير له منها ؟ وأدلها علي من هو خير لها من عثمان ؟ ) فتزوج النبي ﷺ حفصة وزوجه بعثمان بأم كلثوم ، وقال ﷺ ( مازوجت عثمان بأم كلثوم إلا بوحي من السماء )
وفاتها
توفيت أم كلثوم رضي الله عنها في السنة التاسعة للهجرة وصلي عليها النبي ﷺ ونزل في قبرها علي بن ابي طالب والفضل بن العباس واسامة بن زيد وأبو طلحة الأنصاري
- فاطمة الزهراء
ولدت في السنة الخامسة قبل البعثة ، عرفت رضي الله عنها بالبلاغة والفصاحة وكناها النبي صلي الله عليه وسلم بأم أبيها لما قدمته له من العون رعاية والعوض عن زوجته وأمها رضي الله عنهما ، هاجرت إلي المدينة المنورة برفقة أختها أم كلثوم
زواجها
تزوجت السيدة فاطمة رضي الله عنها من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصدقها درعه الحطمية ، وأنجبت الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب رضي الله عنهم
مكانتها
كان للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها مكانة عظيمة عند المسلمين وعند رسول الله صلي الله عليه وسلم فكانت ترعي النبي ﷺ رعاية متميزة فكانت له بمثابة الأم الرحيمة العطوفة فقال : ( خير نساء العالمين أربعة مريم وأسية وخديجة وفاطمة ) كما قال صلي الله عليه وسلم عنها ( فاطمة سيدة نساء أمتي )
وفاتها
توفيت رضي الله عنها بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم بستة أشهر وكان قد بشرها بذلك النبي صلي الله عليه وسلم ( أنت أول أهل بيتي لحوقا بي ) وتوفيت في ٣ جمادي الآخرة عام ١١ هـجريا
المصادر
أنساب الأشراف للبلاذري
الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر
المواهب اللدنية بالمنح المحمدية شهاب الدين القسطلاني