محمد بن مسلمة حارس رسول بطل المهمات الصعبة
محمد بن مسلمة
هو محمد بن مسلمة رجل المهمات الصعبة حارس رسول الله صلي الله عليه وسلم ولد سنة 31 قبل الهجرة في يثرب ، أسلم علي يد مصعب بن عمير وقبل أسلام سعد بن معاذ رضي الله عنهم .هو رجل أسمر ، وقور ، طويل ، شديد القوي والبنيان شهد المشاهد كلها مع النبي صلي الله عليه وسلم عدا غزوة تبوك فقد أستخلفه النبي علي المدينة المنورة .
كان هذا الصحابي الجليل هو قائد العلميات الخاصة والسرايا في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ثم في عهدي أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، فلقد تولي بطلنا محمد بن مسلمة اخراج اليهود من المدينة في غزوة بني قينقاع وجمع السلاح والاموال التي خلفوها ورائهم .
قتله كعب بن الأشرف الذي كان ينشد الاشعار في سب النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة وأمهات المؤمنين ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم :(من لي بأبن الاشرف فقد اذي الله ورسوله ؟ ، فرد محمد بن سلمة: يارسول الله أتحب أن تقتله ؟ قال : نعم ، فرد : أنا أقتله ، فرد النبي صلي الله عليه وسلم : فأفعل ان قدرت علي ذلك )
وماهي الا أيام قليلة حتي انطلق محمد بن مسلمة في المهمة الفدائية الي كعب بن الأشرف في عقر داره ، معه أبو نائلة أخو كعب في الرضاعة لمنع ردود الفعل لقتل كعب في عقر داره ، وانطلقوا الي كعب فخرج لهم وبدأوا السير ، فمد محمد بن سلمة يده لرأس كعب ليشمها قائلا له : مأطيب عطرك اليوم فقد كان كعب حديث الزواج من أمراة عرفت بكثرة التعطر ، ثم طلب منه أن يسمح لأصحابه أن يشموه ليتمتعوا بالرائحة الطيبة، وكانت هذه الحركة متفق عليها بين محمد بن سلمة وأصحابه ، فلم تمكنوا من كعب قتلوه وقطعوا رأسه ، ورجعوا الي المدينة واضعين رأس كعب بن الأشرف بين يدي رسول الله في شهر ربيع الأول في العام الثالث للهجرة دليلا علي نجاح مهمتهم
حارس الرسول وبطل المهمات الصعبة
موقفه يوم أحد عندما دارت الدائرة علي المسلمين وكادوا أن ينهزموا وجرح النبي صلي الله عليه وسلم ، وكانقد عطش النبي صلي الله عليه وسلم عطشا شديدا فخرج محمد بن مسلمة يطلب الماء من النساء فلم يجد عندهم ، فأنطلق الي قناة بها ماء فأتي للنبي صلي الله عليه وسلم بالماء العذب فشرب منه صلي الله عليه وسلم ودعا له بالخير .
موقف أخر بطولي للصحابي الجليل يوم الحديبية فقد كان مكلف بحراسة معسكر المسلمين ليلا والمسلمون نائمون، تسللت مجموعة من فرسان قريش مكونة من 50 فارس الي معسكر المسلمين للفتك بهم وهم نيام ، فاذ بهم يتفاجئون بمحمد بن مسلمة ومن معه من الفرسان يحيطون بهم ليقيدوهم ويربطوهم بالاحبال .
وكان ممسكا بزمام ناقةالنبي صلي الله عليه وسلم عند دخوله مكة وطوافه بالكعبة .
وشارك الصحابي الجليل في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة فقد كان قائد من قادة الجيوش الأسلامية .
وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما طال حصار المسلمين لمصر ، بعثه الفارق في كتيبة تضم من بين رجالها الأسطورة الزبير بن العوام ، ليستطيعوا عند وصلهم من تحقيق النصر .
كما عينه الفاروق مفتش عام لتفقد ولاة الأمبراطورية الاسلامية وللتاكد من تحقيق الولاة علي الأمارات الاسلامية من تحقيق أحكام الشريعة وتحقيق العدل بين رعيتهم .
موقفه من فتنة عثمان
وفي أحداث الفتنة الكبري بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ، أخد سيفه وذهب الي جبل أحد ليضرب بسيفه الصخر حتي كسره ، واستبدله بسيف من خشب وذهب الي الربذة ليقيم بها ،وسأله الصحابة لما فعل ذلك ، فرد عليهم قائلا : أعطانيرسول الله صلي الله عليه وسلم هذا السيف قائلا لي : جاهد بهذا السيف في سبيل الله ، حتي أن وجدت أمتي يضرب بعضها بعضا ، فأتئ به أحدا ، واضرب به حتي ينكسر ، وأجلس في بيتك حتي تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية يقصد بها الموت ، ففعلت ما أمرت بهتوفي رضي الله عنه في سنة 43 هجريا في شهر صفر عن سبعة وسبعون عاما قضاها في خدمة الاسلام والمسلمين .
المصادر:
1- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي.
2- أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير.
3- سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي الشامي.