-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

الطبري اكثر علماء المسلمين تأليفا وتصنيفا

 


 اكثر علماء المسلمين تأليفا وتصنيفا

يعد الطبري من أشهر المفسرين والعلماء في التاريخ الإسلامي، ومن أشهر كتاباته "تفسير الطبري" و "تاريخ الطبري"، الطبري عمل على جمع بين العلوم والفقه والتاريخ، ويميل إلى عدم تقليد الآخرين، ولد في مدينة أمل بطبرستان وتربي مع والده، واعتنى به والده منذ أن كان طفلاً، حيث لحظ فيه الذكاء والنبوغ وحب المعرفة.

من هو الطبري

الإمام محمد بن جرير الطبري ، مؤلف أكبر كتابين في التفسير والتاريخ، وقد قال أحمد بن خلكان عن الطبري : "أنه عالم هذا العصر المجتهد صاحب فئة البديعة، كان ذات ثقة وصادق، ويصر دائما على التفسير إلى الإمام في الفقه والإجماع والاختلاف لآهآم، رمز التاريخ ويفهم الناس القراءة واللغة وما إلى ذلك".

يعتبر من أهم الأئمة في تاريخ الإسلام لأنه كان مفسراً وفقيه ومؤرخ وبعيد عن التقليد، مجتهد في تنفيذ الأحكام التي كان يكتبها ويذكرها، ويعرف في التاريخ بأنه صاحب أكبر وأفضل كتابين في التاريخ الإسلامي وهما: "تفسيري الطبري " و"تاريخ الطبري".

نشأ الطبري بين الفقراء ولد في اليمامة سنة 30 ه، وهو يعد من عائلة الفرزدق من جدهم الكبير التميم، ولدته هي  أم قيس بنت معيد بني كليب، وجده أبو أبيه هو النوار بن يزيد من قبيلة بني كليب، كان يعيش الطبري في أول حياته راعياً  للإبل، وكان حريصًا على كتابة الشعر منذ سنواته الأولى.

وأثنى الطبري في مدح يزيد بن معاوية وأخذ على هذا جائزة التي استحقها لهذا كانت الجائزة الأولى له من الخليفة، وبعد فترة نال الطبري تكريمًا ومكانة كبيرة للخليفة الأموي عبد الملك، حيث حدثت وفاته في فترة 114 هـ أو 115هـ.

سيرته وحياته

يعد أعمال الطبري لها أهمية كبيرة في حتى تتمكن من فهم سيرته الذاتية، إلا أن هناك القليل من الوثائق التاريخية التي تصف سيرته الذاتية، وهناك القليل جدًا من المعلومات القيمة من الوثائق المعاصرة أو الحديثة، مثل العديد من علماء عصره نادرًا ما يتحدثون عن السيرة الذاتية للطبري.

كل المعلومات عن سيرته وحياته جاءت من أناس عاصروه أو طلابا مثل الشيخ أحمد بن كامل، وكانت أغلب أخباره في بعض كتب المؤرخين على سبيل المثال الخطيب البغدادي، ابن عساكر، وتتحدث الأخبار الواردة في الكتب بشكل عام عن حياته ومؤلفاته، لا يعني ذلك عن  تفاصيل حياته وصفًا كاملاً ومرضيًا له، ولا هي فهم لعمله وتأثيره في ذلك الوقت، كُتبت معظم هذه السير عندما كان الطبري مشهورًا وسمعته طيبة، وأعماله مشهورة ومعترف بها، ولا أحد يعارضه أو ينتقدها.

هناك عدد قليل جدًا من الكتابات التي تذكر تعليم الطبري ، مثل سيرته الذاتية، لكن الطبري اكتسب قدرة كبيرة على التعلم منذ ولادته، ويدعي تلميذه أحمد بن كامل أنه أبوه قد رأي في المنام الطبري مازال صغيرا أنه واقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وفي نفس الوقت يحمل كيس حجارة وزعها بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد أخبره أحد المفسرين أن هذا الطفل سيكون عالمًا ممتازًا، وكان هذا التفسير كافياً لإقناع الأب بدعم تعليم ابنه الديني، لكن توقعات المفسر كانت غير معقولة لأن الطبري كان عبقريًا في مرحلة الطفولة، حفظ القرآن في سن السابعة، كان يؤم المؤمنين في سن الثامنة، وكان خاباً في سن التاسعة.

حياة الطبري العمليّة

لا يكتب أحد أي معلومات عن حياة الطبري إثناء وجوده في بغداد، ولا توجد معلومات عن حياته مع أسرية، ولا دليل على أنه متزوج ولديه أطفال، ومعظم الروايات تشير إلى أنه قضى عمره في بغداد، ولقد عاش حياته في البحث المنظم والكتابة والتدريس العبادة.

وبحسب ما كتبه ياقوت عن الطبري كان يستيقظ مبكرا، وكان يصلي الفجر في بيته، ويبدأ في الكتابة حتى الظهر، ويستعد إلى الصلاة والقراءة ومناقشة القرآن حتى يصلى المغرب، وقبل الصلاة العشاء يتحدث عن الفقة والقانون، ثم يعود إلى المنزل، هذا هو الوقت الذي يقضيه أيامه ليلاً ونهاراً، ويسعى جاهداً لتحسين نفسه ومعتقداته الدينية والإنسانية.

الطبري رفض أي عمل من شأنه التأثير على استقلاليته، لكن هذه الكتابات بالغت في انعزال الطبري ، ولم يكن كذلك، فقد وصل بسهولة إلى المجلس الأعلى في بغداد، لأنه كان أستاذ ابن الوزير عبيد الله بن خاقان، له دخل ثابت، ومكتبة خاصة، وخدام، ومستوى معيشي مميز، وكان له أصدقاء ومقربين يزوره بشكل مستمر ويزوره.

انجازاته

أما إنجازات الطبري العلمية وأعماله فهي الأكبر والأكثر غزارة في التاريخ الإسلامي، ويعتبر الطبري رائد مدرسة التفسير والتاريخ، وبالرغم وجودهما أيضًا في مجالات التاريخ وعلوم التفسير سبقه كثير من الناس، لكن الطبري صاحب مدرسة جديدة ومتميزه من نوعها، وأشهر كتاب له "تاريخ الرسل والملوك"، ويعد من أفضل ما كتب في التاريخ، وهو قائم على الأساليب السردية والتحليلية القائمة على الأحداث.

مؤلفاته

بالرغم من أن الطبري -رحمه الله- له سمعة في التفسير وثناء العلماء، إلا أنه جمع علوم مختلفة وكتب كثيرة في الموضوعات بين العلوم، أثنى العلماء على تفسيره للقرآن (جامع البيان)، ووصفوه بأنه من أفضل وأنفع التفسيرات، ومع ذلك فقد كتب الطبري أيضًا موسوعات ووثائق مفيدة حول مواضيع أخرى (كالأحاديث والتاريخ)، وفيما يلي بعض منها:

·        تاريخ الأمم والملوك: يشار إليها باسم تاريخ الطبري.

·         فيما يتعلق في أحكام شرائع الإسلام: هذا كتاب فقه مكتوب في مذهب الجريري، وهو مذهب الإمام الطبري .

·        آداب القضاة: يعد كتاب فقه يتحدث فيه الطبري عن أحكام القضاة وأخباره، واستكمال الآثار وتحديد سلطة رسول الله من الأخبار، وهو كتاب حديث يسمى "شرح الآثار".

 ثناء العلماء عليه

وقد أثنى العلماء على الشيخ ابن جرير (الطبري ) قديماً وحديثاً، ولم يحقق ذلك إلا من فضل الله عز وجل، بل إن الإنجازات تفوقت على أقرانه، لكنه كان متميزًا ومشهورًا بين الرؤساء، فكان - رحمه الله - عالماً في ذلك الوقت، واستمر الألسنة في الثناء عليه، والدعاء من أجله، والرحمة والاستغفار، و معرفة مصيره في الفن الإسلامي، ويقوده إلى النجاح.

ومن بين كل من أشاد به ذكره الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" حيث قال عنه: "محمد بن جري بن يزيد (الطبري)  هو أحد أفضل أئمة العالم، حكمت أقواله على هذا القول، وذكر وجهة نظره ولم يشاركه أحد في علمه من ابناء عصره، فكان حافظ كتاب الله تعالي، وعالم بالقراءات ومفسر للمعاني وفقيه في أحكام القرآن الكريم، عالم بالسنة وطريقتها وتجريده وناسخه عالم بأقوال وأحاديث الصحابة ومن يخلفه.

كان الطبري عالم بأمور الناس وأخبارهم، وقد كتب العديد من الكتب عن أخبار الأمم وتاريخهم، اشتهر بكتاب (التفسير) ولم يكتب مثله حتى الآن، وكتاب (تهذيب الآثار) لم أجد مثله في تفسير المعاني، ولكن لم يكمله، وله العديد من الكتابات في أصول الفه وفروعه، وكتابات عن أقاويل الفقهاء.

وأثني به (الحافظ الذهبي) على لسان أحد كبار الخطباء وقال له: إمام أمين وصادق ومحافظ ومتفسر للفقه والقانون، والإجماع، فأن الطبري يعد رمز من رموز العلماء في التاريخ، عارفاً بالقراءة واللغة وغيرها.

وفاته

توفي (الطبري) في يوم الأحد في شوال عام عشرة وثلاثة مائة، وبعد أن ترك في حياتنا عالم حافل بالعلم والمعرفة والتعليم ورحل وهو طالباً للعلم، وقد دفن في منزله في برحبة يعقوب ببغداد، وقد حضر جنازته عدد لا يحصى من الناس والعلماء مودعا رمز من رموز العلم والفقة والمعرفة في تاريخ الإسلام .

 


الاسمبريد إلكترونيرسالة