-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

حرية المرأة بين الإسلام والمناهج الأخرى (الجزء الأول)

حرية المرأة بين الإسلام والمناهج الأخرى

الجزء الأول:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى اله واصحابه ومن تبعهم الى يوم الدين. وبعد
فقد يكون من الضروري أن تعمل المرأة حتى تستطيع رعاية الاسرة بسبب غياب الرجل أو عجزه، أو تكون موهوبة في مجال معين لا تستغني عنه الأمة في بعض المجالات التي يندر من يتقنها نظريا أو عمليا، أو تعمل عملا هو ألصق بخصوصية النساء وشئونهن الخاصة كأن يحافظ به على حيائهن مثل (أن تكون طبيبة حتى لا تنكشف النساء أمام الرجال) أو غير ذلك.
وقد يكون عمل المرأة بدون سبب مما ينتج عنه مزاحمتها للرجال في أسواق العمل، وحدوث فراغ في تربية أبنائها، ليس ذلك إلا لكي لا تشعر بأن عمل الرجل يفضله عليها...الخ.
والخلاصة أن عمل المرأة ليس مسموحا به أو ممنوعا على الإطلاق.
فإذا كان عمل المرأة ضروريا فلابد من وضع ضوابط للحفاظ عليها بصيانها من كل من يحاول استغلالها أو المتاجرة بقضيتها، ولم يعتن أحد بهذه الضوابط مثلما اعتنى بها الإسلام.
ولقد استُغلت المرأة أسوء استغلال عندما تركت بيتها الذي تقوم فيه بدور السيدة والاميرة والملجأ الآمن لسكان البيت من زوج أو أبناء، وضحت بكل ذلك وذهبت للعمل، تذهب في ميعاد محدد وتعود في وقت محدد وإن تأخرت عن هذا الموعد تهان وتسمع من الكلام القاسي ما لا يرضيها ولا يرضاه لها أصحاب الطباع السليمة، فهل خدمتها لصاحب العمل بمقابل حفنة من النقود أفضل أم خدمتها لأبنائها وأهل بيتها؟
وما يقال في عمل المرأة يقال في حقها في التملك وابداء الرأي وسائر الحقوق العامة والخاصة  
وسيتضح في نهاية هذا المقال أن الإسلام لم يظلم المرأة وإنما ظلمها المجتمع الجاهلي؛ القديم منه والمعاصر، وللتوضيح أكثر يمكننا إلقاء النظر على معاملة المرأة من خلال المقارنة.

أولاً: المرأة في الحضارات القديمة

قدمت العجم على العرب لتقدمهم عليهم في هذا الوقت

عند العجم

لقد عانت المرأة الاعجمية كثيراً - وما زالت تعاني- فقد كانت المرأة تورث إذا مات زوجها، أو تدفن حية مع زوجها أو سيدها أو تحرق على محرق جثة زوجها كما كان شائعا عند الهنود، فلا حق لها في الحياة بعد زوجها، وعند الفرس كان زواج المحارم منتشرا جدا وكانت المرأة كلأ مباحا وملكا مشاعا، فعندما يموت الزوج يحق للابن أن يتزوج أمه.
وأعتبر أرسطو في فلسفته عن «الهيولى والصورة» أن المرأة «من جانب الهيولى» وهي أدنى من الرجل، لكونها تنطوي على نقصٍ طبيعي، وهو أنها لا تستطيع أن تقدّم حيواناً منوياً يحتوي على الكائن الإنساني بأكمله. [نظرة ارسطو للمرأة د. فرات امين مجيد]
وقد قال عنها سقراط: "إنَّ وجودَ المرأة هو أكبر منشأ ومصْدر للأزمة والانهيار في العالَم، إنَّ المرأة تُشبه شجرةً مَسْمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً" [كتاب عودة الحجاب د. محمد المقدم صفحة 47 المجلد الثاني]
وعقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ !  وقرروا أخيراً أنَّها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب. [دور المرأة المسلمة بين الأصالة والمعاصرة]

عند العرب

أما المرأة عند العرب ف كانت المرأة مهضومة الحقوق لا ميراث لها، وليس لها أي حق على زوجها، فهو يطلقها متى يشاء ويتزوج من غيرها بلا حدود، وكان العرب في الجاهلية يتشاءمون من ولادة الانثى حتى وصل الأمر بهم الى وأد البنات وهن أحياء خشية الفقر والعار. [دور المرأة المسلمة بين الأصالة والمعاصرة]
كانت المرأة في الجاهلية تفقد الكثير من حقوقها، حتى لقد كان يُتخذ من نساء المغلوب وسيلة للتمـادي فـي إذلاله.
وكانوا يعدون وطء السبية شرفاً عظيمًا اكتسبه الفارس بحد سـيفه، وكـان ابـن السبية رفيع القدر، بل كان الكثير من سادات العرب أبناء سبايا، أذكر منهم عنترة بن شـداد، وكان دريد بن الصمة حكيم العـرب وشـاعر فرسانهم وفارس شعرائهم، ابن ريحانة بنت معد يكرب التي سباها الصمة بن عبد اللّـه ثـم تزوجها، وهي التي يقول في حديث أسرها أخوها عمرو، إنه إذا لم يستطع القوم حمايتهـا، فعليهم الاعتراف بما صارت إليه [أيام العرب في الجاهلية 293]
أمـن ريحــانـة الـداعي السـميع *** يــؤرقني وأصــحابـي هجــوع
سباها الصـمة الجشـمي غصـبا *** كــأن بيــاض غرتهـا صــديع
وحالــت دونهـا فرســان قــيس *** تكشف عـن سـواعدها الـدروع
إذا لــم تســتطــــع شــيئاً فدعـه *** وجــاوزه إلــى مــا تســتطــيع
لذلك كان الرجل يرى البنت حملاً فادحاً لا يستطيع احتماله لِما يرى فيه مـن ذل قـد يلحقه وعار قد يعود عليه.
وللأمانة لم يكن تاريخ معاملة المرأة أسودا عند العرب بالنسبة لغيرهم من الأمم بل كانت مكرمة أكثر من نظائرها الأعاجم، يقـول محمـد الطيب النجار: " لقد وجد الزواج الصحيح المبنى على عـرف وعقـد فـي الجاهليـة " والزواج الصحيح هو الذي يتم برضى الزوجين، على أن يكون للزوجة مهر متفـق عليـه.
وكان للمرأة الحرية في اختيار زوجها، وعلى الأب أن يشاور ابنته عندما يتقدم أحـد لخطبتها، هذا ما فعله عتبة بن ربيعة عندما خطب سهيل ابن عمرو وأبو سفيان بـن حـرب ابنته هند [العقد الفريد لابن عبد ربه]
أتاك سهيل وابن حرب فيهــــا *** رضاً لك يا هنـد الهنـود ومقْنَـع
وما منهما ّ إلا يعاش بفضلــــه *** ومــا منهمـا ّ إلا يضـــر وينفَـعُ
ومـا منهمــا ّ إلا كــريـــم مـرزأ *** وما منهما إلا أغـر ســـميدعُ
فدونك فاختـاري فأنـت بصـيرةٌ *** ولا تخدعي إِن المخادع يخـدعُ

ثانياً: المرأة في الحضارة الحديثة

عند العجم

لقد أهينت المرأة الغربية كثيراً ومازالت مهانة، فلما قامت الثورة الفرنسية وأعلنت تحرير الإنسان من العبودية والمهانة لم تشمل المرأة بحنوها، ونص القانون الفرنسي على أنها ليست أهلاً للتعاقد دون رضى وليها إن كانت غير متزوجة. [دور المرأة المسلمة بين الأصالة والمعاصرة]
وبين القرنين السابع عشر والتاسع عشر، كان الطلاق باهظ التكلفة. لذلك انتشرت ظاهرة بيع الزوجات بدلاً من تحمل تكاليف الطلاق، ولم يتوقف الإجرام إلى هذا الحد ولكن تعامل الزوجة مثل الحيوانات - حتى إعلان وزنها علنًا ومقايضتها -، ويمكن للرجال الإعلان عن بيع الزوجة دون إخبارها، وفي ذلك الوقت، كانت جميع ممتلكات المرأة المتزوجة مملوكة لأزواجهن. [English Men Once Sold Their Wives Instead of Getting Divorced]


وإلى الان إذا لم يكن للمرأة دخل بعد بلوغ سن الثامنة عشر تطرد من البيت، حتى إنها قد تلجأ الى البغاء لسداد المصاريف الجامعية وما تحتاجه من طعام وشراب وملبس، حتى أصبح هناك مواقع متخصصة على الانترنت لتسهيل التواصل بين المرأة المحتاجة والذكر البغي.
حتى وصل الحال إلى التعامل مع المرأة على أنها شيء للاستعمال كسلعة جنسية بدل من أن تعامل كإنسانة، ويلعب الإعلام الدور الأكبر في تكريس هذا المفهوم، وايضاً العاب الفيديو لها دور في تكريس ذلك، وليس هذا فحسب بل صارت مادة أساسية في الإعلانات وبيع السلع والمنتجات، ولا شك أن هذا أثر في نفسية النساء والرجال فأصبحت المرأة الطبيعية تشعر بأنها قبيحة ولن يرغب فيها أحد، وأصبح الرجل يشمئذ من زوجته لأنه يريدها كتلك المرأة التي يراها في الإعلانات والأفلام، وبسبب ذلك انتشر التنمر وغيرة من الأشياء القبيحة التي لا يرتضيها العاقل.
ووصل الأمر بالجاهلية الحديثة أن قامت بعرض النساء لحما عاريا خلف زجاج شفاف تنهشه نظرات الجائعين ممن يمكنهم دفع الثمن المكتوب على هذه السلعة المتاحة في المعارض والطرقات.. 

عند العرب

بعض النساء في مجتمعنا العربي الآن يسعون لتقليد المرأة الغربية وذلك لأنهم يظنون أن حياة المرأة الغربية بالوجه المثالي كما تصور في أفلام هوليود، فتظن أنها إذا تخلت عن تربية أبنائها وذهب إلى خدمة صاحب العمل ستكون في حياة سعيدة وعيشة هنيئة.
لا أنكر أن في مجتمعنا العربي بعض مظاهر الاضطهاد للمرأة، سواءَ في الحياة الاجتماعية أو التعليم أو الدورات التأهيلية، لا يعلمها زوجها أمور دينها ولا يبسط يده إليها ليعلم ما يحزنها، وينشغل عناها بأصحابه وعمله، بل إنها قد تجهد من عمل البيت ثم لا تجد إلا الكلام القبيح يتصيد لها أخطائها، وعندما يغضبه شخص في عمله يأتي إلى الركن الضعيف إلى زوجته ويفرغ فيها غضبه ثم يقول لها تحملي فهذا بسبب العمل، يخلط مشاكله الخارجية مع مشاكله الداخلية إلى أن تفارقه زوجه، لذلك نجد أن نسب الطلاق في العالم العربي هي الأكثر ففي اخر الاحصائيات أثبتت أن نسب الطلاق في العالم العربي تتراوح بين 40 - 50% ومصر هي الأعلى في معدل الطلاق.
لكن الصورة أقسى وأنكى في المجتمع الغربي الذي حرم الطلاق وعقد اجراءاته ومنع التعدد مما مهد الطريق للبغاء والخيانة حتى قالت احداهن: (لأن أكون رابعة أربع نسوة لرجل يصونني أحب إلى من أن أكون امرأة واحدة لرجل يخونني كل يوم مع ألف امرأة)
كما أشارت محاضر الشرطة إلى أن 40% من صرخات الليل في لندن هي لنساء يضربهن أزواجهن.

المصادر



1. نظرة ارسطو للمرأة د. فرات امين مجيد
2. كتاب عودة الحجاب د. محمد المقدم صفحة 47 المجلد الثاني
3. دور المرأة المسلمة بين الأصالة والمعاصرة
4. أيام العرب في الجاهلية 293
5. العقد الفريد لابن عبد ربه
6. كتاب المرأة على مر العصور. محمد فكري الدراوي
7. (History (English Men Once Sold Their Wives Instead of Getting Divorced
8. ( cotswolds.info (Wife selling
9. للاطلاع على المقالة في مدونة الكاتب اضغط هنا
الاسمبريد إلكترونيرسالة