-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

ماهو القضاء والقدر

القضاء والقدر

القضاء والقدر


أركان الإسلام الخمسة شهادة أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله، إقامة الصلاة وصوم رمضان وإيتاء الزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيل، أما أركان الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره.

القضاء والقدر لا يصح الإيمان إلا به، فيجب الإيمان بالقضاء والقدر لأنه أصل الإيمان كما دلت عليه النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

وركن الإحسان أن تعبد الله عز وجل كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وقد جعل الله عز وجل الصابرين على ما كتب الله عليهم من قدر وما نزل عليهم من قضاء أجرا كبيرا وعظيما.

معنى القضاء


القضاء بمعنى الحكم وامضاءه وأيضا الانقطاع منه وإتمامه، قضى الله أمرا أى حكم به، القضاء يعني أمر في قوله تعالى "أمر ألا تعبدوا إلا إياهالقضاء هو حدوث الفعل وحلول ميعاد ما كتب الله في اللوح المحفوظ من قدر وظهورها إلى حيز الواقع.

وفي حديث جبريل الذي رواه مسلم "أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ"

معنى القدر


هو حكم الله سبحانه وتعالى على مخلوقاته وهو منتهى ما أراده الله عز وجل، والقدر يعتبر ركن من أركان الإيمان الستة، يعتبر القدر هو مكتوب في اللوح المحفوظ.

قوله تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)

وكذلك في قوله تعالى: (مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدرًا مَّقْدُورًا)

مراتب الإيمان بالقدر



العلم 

علم وإحاطة الله عز وجل بجميع الأمور المتعلقة بالسماء أو بالأرض، يعلم ما تم وما سوف يتم، وعلم بأهل الجنة وذلك قبل خلق الجنة، وعلم بأهل النار وذلك قبل خلق النار، ويعلم بالرزق كل شخص، كما يعلم آجالهم، ويعلم بالأشخاص الأشقياء وأيضا الأشخاص السعداء، كما يعلم سبحانه وتعالى بأحوال المسلمين وسرهم والعلانية، ويعلم بكل كبيرة وصغيرة.

(هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ)


الكتابة 

يجب على كل مسلم الإيمان بأن الله عز وجل قد كتب كل المقادير والأقدار، ويدخل فيها التقدير الأزلي وهو تقدير الله سبحانه وتعالى وذلك قبل خلق السموات والأرض وكتابة الميثاق، وتقدير العمر والرزق كل شخص وهو في رحم أمه، وهو نطفة قبل خلقه سواء ذكر أو أنثي ومعرفة الشخص سعيد أم شقي، وأيضا تقدير ليلة القدر ويتم تقدير جميع الأمور والأفعال من سنة إلى السنة التالية ويسمي تقدير سنوي، أما التقدير اليومي وهو تقدير الأمور في وقتها مثل غفران الذنوب وأيضا إفراج الكروب.

(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا)

وقال عليه الصلاة والسلام: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا وقدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، أوْ مِنَ الجَنَّةِ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفلا نَتَّكِلُ؟ قالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ)


المشيئة

يجب على كل مسلم أن يؤمن بمشيئة الله نافذة لا مرد له، إذا شاء الله شيء فيقول له "كن فيكون"، وإذا لم يشاء الله فلن يشاء أو لم يكن وليس السبب عجز الله، الله شاء وكتب كل شيء في اللوح المحفوظ وإذا أمر "قضى" بإرادة شيء مما شاء فإنما يقول له "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون"

قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا)


الخالق

يجب على كل مسلم أن يؤمن أن الله عز وجل خلق كل شيء السموات والأرض وخلق العباد وخلق كل صغيرة وكبيرة في العالم كله من العدم.

قال تعالى: ( اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)


قد جاء في الحديث الشريف عن سيدنا جابر رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول شيء خلقه الله عز وجل فقال نور نبيك يا جابر، ثم قسم هذا النور إلى أربعة أقسام قسم خلق منه العرش، وقسم خلق منه الكرسي، وقسم خلق منه القلم، وقسم خلق منه اللوح المحفوظ.

وفي حديث آخر عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وخلق مقادير الخلق قبل أن يخلق الخلق أربعين ألف سنة وكان عرشه على الماء.

معنى القضاء والقدر


القضاء والقدر هو تقدير كل الأمور من القدم وعلمه سبحانه وتعالى بها ومتى وقوعها وإرادته لها وأيضا كتابته لجميع الأحداث، كلمة القضاء والقدر الأقرب ترادفها وتوافقهما، ولا يوجد اختلاف بينهما في الكتاب والسنة النبوية،

العلاقة بين القضاء والقدر


عند سماع المصائب والكوارث والأحداث السيئة والحزينة نقول أنها القضاء والقدر، القضاء والقدر مقرون بالأحزان والشر فقط، ينبغي على كل مسلم أن يؤمن بأن القضاء والقدر ليس له علاقة بالشر والكوارث، قضاء الله سبحانه وتعالى كله خير ومن حكمة الله وتقديره وعلمه الأزلي فإن سبحان يضع كل شيء في مكانه المناسب.

وقد جاء في الحديث الشريف أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عجب أمر المسلم فإن أمر له كله خير إذا أنعم عليه فشكر فكان خيرا له، وإذا ابتلي فصبر فكان خيرا له.

الفرق بين القضاء والقدر


الفريق الأول قال لا يوجد فرق بين القضاء والقدر لأنهما لفظان لمعنى واحد، معنى القضاء هو نفس معنى القدر.

الفريق الثاني حيث يوجد اختلاف بين القضاء والقدر ويرجع ذلك القدر سابق عن القضاء، القضاء هو ظهور القدر إلى حيز الواقع.

ومن ذلك ما قاله أبو عبيدة عامر بن الجراح لعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- لمّا أراد عمر الفرار من الطّاعون بالشّام: (أتفرُّ من القضاء؟ قال: أفرّ من قضاء الله إلى قدر الله)

وفي ذلك إشارةٌ وتنبيهٌ إلى أنّ القدر ما لم يكن قضاءً فمن المرجوّ أن يدفعه الله، أمّا إذا قضى الله فلا دافع لقضائه، ودليل ذلك قوله تعالى: (وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا).

وفي النهاية لا يوجد فرق بين القضاء والقدر لأنهم أمرين مترابطين حيث أنه لا يوجد دليل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يؤكد فرق بين القضاء والقدر، حيث أنه كل قدر قضاء، وكل قضاء قدر، وعلى المسلم أن يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره حتى يصل إلى مرتبطه الإيمان.

كيف يؤمن المسلم بالقضاء والقدر



الإيمان بالغيب لذا وجب على المؤمن كي يكتمل إيمانه أن يؤمن أن الله سبحانه وتعالى قدر له كل أمور حياته منذ كونه جنين في بطن أمه وفي عمر أربعة أشهر حتى خروج الروح من الجسد


وأن يكون أخلاقه وما يحدث له من قضاء لهذا القدر الرضا والصبر ويسعى دائما إلى فعل الخير وتنفيذ أوامر الله وتجنب نواهيه واتباع سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وأن يكون شديد اللوم على نفسه عند حدوث المكروه له وليعلم أن ما نزل به من مكروه أحد سببين أما تكفير الذنب أو رفعة درجة وأن المقصد من حياته جميعا قوله تعالى "تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير"


قوله تعالى "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور"، لذا يجب على كل مسلم يسعى للوصول إلى درجة الإيمان أن يؤمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه، وأن يؤمن بأن لو اجتمعت الأمة على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه بشيء إلا قد كتبه الله له، ولو اجتمعت الأمة على أن يضروه بشيء لن يضره إلا بشيء قد كتبه الله عليه.


وأن يؤمن بأن كل ما يحدث في الكون وهو من هذا الكون بتقدير العزيز العليم الحكيم، وكل شيء يجري ويحدث طبقا لهذا التقدير ولحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ولبس عبثا أو رغم عنه جل جلاله.


أقرأ أيضا : 
أدعية الهم والحزن و أدعية تفريغ الهم والكرب
الأوقات المنهي عن الصلاة فيها 

المراجع 



 ابن منظور (1414هـ)، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر، صفحة 186، جزء 15. بتصرّف.
↑ تامر متولي (2004)، كتاب منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة (الطبعة الأولى)،
 جدة: دار ماجد عسيري، صفحة 591. بتصرّف. 
^ أ ب ت "مجمل اعتقاد أهل السنة في القضاء والقدر"، www.islamqa.info، 1-12-2003، اطّلع عليه بتصرّف. 
↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح. 
↑ سورة القمر، آية: 49. 
↑ سورة الأحزاب، آية: 38. 
↑ "القضاء والقدر"، www.binbaz.org، اطّلع عليه بتصرّف. 
^ أ ب ت ث ج محمد اسماعيل (14-6-2015)، "الإيمان بالقضاء والقدر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتصرّف. 
↑ سورة النبأ، آية: 29.
 ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 2661 ، صحيح.
 ↑ سورة الجن، آية: 28. 
↑ سورة النبأ ، آية: 28. 
↑ أخرجه البخاري، في كتاب تفسير القران،الرقم: 4949  
↑ سورة الأعراف، آية: 172-173. 
↑ سورة الرحمن، آية: 29. 
↑ سورة فاطر، آية: 44. 
↑ سورة الزمر، آية: 62. 
↑ سورة الحديد، آية: 22. 

الاسمبريد إلكترونيرسالة