تنقسم علامات الساعة من حيث ما وقع منها وما لم يقع إلى ثلاثة أقسام:
الأولى: ما وقع على وفق ما أخبر النبي ﷺ وقعت وانتهت.
الثانية: ما وقع مباديه، ولم يستحكم، وقع أوله ولم ينته وقوعه.
الثالثة: ما لم يقع منه شيء من الأشراط الصغرى، ولكنه سيقع.
الثانية: ما وقع مباديه، ولم يستحكم، وقع أوله ولم ينته وقوعه.
الثالثة: ما لم يقع منه شيء من الأشراط الصغرى، ولكنه سيقع.
ومن أشراط الساعة الصغري التي لم يقع بعد فتنة الأحلاس والسراء والدهيماء
وقد ظهرت الفتن فعلا منذ أواخر عهد الصحابة رضوان الله عليهم فمن ذلك مقتل عثمان رضي الله عنه ، والقتال الذي دار بين بعض المسلمين في موقعة الجمل وصفين، وظهور فرقة الخوارج، والقدرية في أخر عهد الصحابة وفتنة خلق القران.وقد قال النبي ﷺ: بادروا بالأعمال فتناً يعني: اعملوا قبل أن تأتي الفتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، التقلب سريع، يبيع دينه بعرض من الدنيا [رواه مسلم: 118].
ووصف ﷺ نوعا من شدائد تلك الفتن وهو أنه: يمسي مؤمنا ثم يصبح كافرا، أو عكسه، شك الراوي، وهذا لعظم الفتن ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب.
ووصف ﷺ نوعا من شدائد تلك الفتن وهو أنه: يمسي مؤمنا ثم يصبح كافرا، أو عكسه، شك الراوي، وهذا لعظم الفتن ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب.
ومن الفتن العظيمة اللتي ستصيب الأمة فتنة الأحلاس والسراء والدهيماء .
فتنة الأحلاس والسراء والدهيماء
روى أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمر قال: كنا قعود عند رسول الله ﷺ فذكر الفتن، فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله، وما فتنة الأحلاس؟قال: هي هرب وحرب، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كوركٍ على ضلاعٍ، ثم فتنة الدهيماء.
إذاً فيه ثلاث فتن عظيمة شديدة ستحصل في الأمة ما حصلت بعد، غير الاقتتال الأول بين المسلمين، وغير فتن الفرق والخوارج وغيرهم، هناك ثلاث فتن كبار ستحدث في الأمة قبل قيام الساعة: الأحلاس، والسراء، والدهيماء، هي هكذا بالترتيب.
قال: لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمةً، فإذا قيل: انقضت تمادت، كلما قيل انتهت الآن اشتعلت مرة أخرى.
يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويمسي كافراً حتى يصير الناس، يعني: نتيجة هذه الفتن فهذه فتن عالمية تمحص الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده[رواه أبو داود: 4244، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 974].
فتنة الأحلاس:
جمع حلس، وهو كساء يكون على ظهر البعير تحت القتب، والقتب رحل صغير يكون على قدر سنام البعير، فوقه يجعل كساء، أو غطاء، أو قطعة قماش على ظهر البعير تجعل الركوب عليه مريحاً.ما معني فتنة الأحلاس؟
أن هذا الغطاء الذي يجعل على ظهر البعير ملازم لظهر البعير، وكذلك هذه الفتنة تلازم الناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير، وإنما وصفت بفتنة الأحلاس لدوامها وطول لبثها، أو لسوادها وظلمتها.ما طبيعة هذه الفتنة؟
هرب وحرب، يعني: يفر الناس من بعضهم البعض، يعني: بينهم عداوة وقتال شديد، وفي نهب لمال الإنسان، وتركه لا شيء له، يسلبه ماله ما يترك له شيئاً، إذا طبيعة هذه الفتنة أن الناس يقاتل بعضهم بعضاً، ويسلب بعضهم بعضاً، وينهب بعضهم بعضاً حتى إذا واحد سلب الآخر ما يترك له شيئاً، والناس يفرون من بعضهم من شدة الفتنة هذه، مذعورين، متفرقين، وهذه الفتنة طويلة ممتدة تلازم الناس ما ترتفع عنهم إلا إذا شاء الله.
ومن يتأمل بعض الأشياء التي تقع الآن كما يحدث في بلاد العراق مثلاً، كيف ممكن يكون اختلال الأمن والسلب والنهب ممكن يدرك كيف يعيش مجتمع كامل في جو من هذا النوع، طبعاً لم يصل الحال بهم إلى هذه الدرجة، نحن لا نقول الآن هذه فتنة الأحلاس، لكن في مقدمات، في أحوال تذكر الإنسان بهذه الفتنة، ممكن تكون الآن مصغرة لكن إذا جاءت فتنة الأحلاس كل الناس هرب وقتل وسلب، هذا شيء عام في الأمة.
قال الخطابي: الحرب ذهاب المال والأهل، ذهب عليه أمواله، وأهله قتلوا، والمال سلب". [عون المعبود: 11/208].
ولماذا قال بادروا بالعبادة؟ومن يتأمل بعض الأشياء التي تقع الآن كما يحدث في بلاد العراق مثلاً، كيف ممكن يكون اختلال الأمن والسلب والنهب ممكن يدرك كيف يعيش مجتمع كامل في جو من هذا النوع، طبعاً لم يصل الحال بهم إلى هذه الدرجة، نحن لا نقول الآن هذه فتنة الأحلاس، لكن في مقدمات، في أحوال تذكر الإنسان بهذه الفتنة، ممكن تكون الآن مصغرة لكن إذا جاءت فتنة الأحلاس كل الناس هرب وقتل وسلب، هذا شيء عام في الأمة.
قال الخطابي: الحرب ذهاب المال والأهل، ذهب عليه أمواله، وأهله قتلوا، والمال سلب". [عون المعبود: 11/208].
يعني: الآن انتهز الفرصة للعبادة، يمكن يأتي عليك وقت ما تقوم فيه الليل، ولا تصلي الضحى، وليس عندك من الهدوء وراحة البال ما تستوعب به قرآن تقرأه في الصلاة، أو ركوعاً وسجوداً مطمئناً، ووقت تدعو فيه لأنك في شغل من نتيجة الفتنة.
فتنة السراء
والمراد بالسراء: النعماء التي تسر الناس من الصحة والرخاء والعافية من البلاء والوباء، هذه فتنة السراء, ابتلوا قبلها بالضراء بعد ذلك تهدأ الأمور، وتضع الحرب أوزارها، ويبتلوا بعد ذلك بفتنة السراء من الصحة والعافية من البلاء والوباء، ولكنها سراء تنسيهم ذكر الله، وعبادته فيقعون في المعاصي بسبب كثرة التنعم.وقيل: سميت بفتنة السراء لأنها تسر العدو.
مبدأها من عند من؟!
قال: دخانها وظهورها وإثارتها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، إذاً هو من النسل النبوي الشريف، ولكن هذا الرجل وإن كان من نسل النبي ﷺ ونسبه وسلالته، لكنه ليس من المتقين، فيوجد من آل البيت من هو كافر وفاجر.
وقد تبرأ منهم النبي ﷺ عمه أبو لهب كان كافراً، ومات على الكفر, لذا فقد ذكر وقال: إنما أوليائي المتقون، ويزعم أنه مني أي: في الفعل، وإن كان مني في النسب حقيقة، ولكن في الفعل أنا بريء منه، ليس مني لأنه لو كان على هديه ما هيج الفتنة، إذا هذا هو الذي يهيجها، وهذا كقوله تعالى عن نوح عليه السلام: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ [هود: 46]، وهو ابنه.
فتنة السراء كيف ستكون نهايتها؟
عرفنا أن أولها من المسرة والرخاء والنعيم، ثم يهيج هذه الفتنة رجل يزعم أنه على الطريقة النبوية، وهو ليس كذلك نهايتها أن يصطلح الناس على رجل، يعني: يجتمعون على بيعة رجل، إذًا معناها أن الناس في هذه الفتنة لن يكون لهم إمام وخليفة، سيكون بينهم أمر مريج في قضية من الذي سيرأسهم، وفي النهاية تتمخض الأمور بأن يبايع المسلمون رجلاً، قال: كوركٍ على ضلعٍ لكن هذه البيعة لهذا الرجل ليست ثابتة ولا مستقرة؛ لأنه شبهها قال: كوركٍ على ضلعٍ.والورك: معروف وهو الذي أسفل سرتك من الهيكل العظمي، إنه عظم كبير في الحجم.
والضلع: هو عظم نحيف من عظام الأضلاع الذي خلق الله حواء منه.
فإذا أخذت الورك الكبير هذا وحاولت أن تثبته على العظم النحيف وهو الضلع، فيكون ثباته عليه مهزوزاً، فهكذا سيكون أمر هذا الرجل، وإن اجتمعوا عليه، وبايعوه في النهاية، لكن أمره ليس بثابت ولا مستقر، فيكون حكمه مزعزع، وقد وصفه وصفاً دقيقاً، قال: ثم يصطلح الناس على رجل كوركٍ على ضلع والمعنى: أن هذا الرجل المنتخب غير أهل للولاية لقلة علمه وخفة رأيه، لكن من الفتنة أخرجوه.
فتنة الدهيماء
وهي فتنة أرى ضخمة جداً وكبيرة وهائلة؛ لدرجة أنه قال: لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمةً، فهذه هي الفتنة العظمى المظلمة.ما معنى الدهيماء؟
تصغير الدهماء، وهي السوداء، فالتصغير فيها للتعظيم، وليس للتقليل مثل:
وكل أناس سوف تدخل بيته دويهية تصفر منها الأنامل [ديوان المعاني للعسكري:1/ 46].
فهنا صغر داهية إلى دويهية، وليس المقصود بالتصغير هنا التقليل، المقصود بها التضخيم والتكبير.
الدهيماء هذه الفتنة العظيمة المظلمة.
لا تدع أحداً من الأمة إلا لطمته لطمة، أي: أصابته بمحنة ومسته ببلية، ضاع منه ولد، أو أب، أو أخ، أو مال، أو احترق بيته، أو ذهبت دابته، ما في أحد إلا يصاب بها, ومن عظيم شررها أنها تدخل على كل الناس، وتمس كل الناس.وهذه فتنة الدهيماء كلما خفت اشتعلت فإذا قيل: انقضت وتوهم الناس أنها الآن إلي زوال تمادت وذهبت بلغت الغاية.
فأهل الإيمان يذهبون في معسكر، وتجمع خاص بهم، فسطاط إيمان لا نفاق فيه، لا في أصله ولا في فصله، ولا في اعتقاده ولا في عمله، ناس خالصون من النفاق، لا نفاق الاعتقاد، ولا نفاق العمل؛ لأنه قال: فسطاط إيمان لا نفاق فيهفلا: نافيه، ونفاق: نكرة، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، لا نفاق لا أصغر ولا أكبر، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه لا أصلاً ولا كمالاً.
وإنما هو مجموعة من هؤلاء العفنين المنافقين أهل الكفر، والكذب، والخيانة، ونقض العهد كلهم يجتمعون مع بعض، وإذا حدث هذا انتظروا الدجال، أي ظهور الدجال من يومه، أو من غده.
إذاً الأمة هذه أمة محمد ﷺ ستمر بثلاث فتن قطعاً ما فيها نقاش، ولا تردد في الحكم؛ لأنها خبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام الأمة مقبلة على مرحلة فوضى عارمة بلا شك ولا ريب، عارمة في كل شيء ستكون نتائجها قتل وسلب، ستكون نتائجها مصائب في كل البيوت، وكل الأسر، وكل العوالم بلا شك.
لكن متى سيكون هذا؟!!
الله أعلم, إنما سيقع، وستتمخض القضية في النهاية عن فسطاط إيمان يقوده المهدي ، وينزل فيهم المسيح، وفسطاط نفاق سيكونون أتباع الدجال، وهؤلاء الذين سيقاتلون معه.
ولذلك الشاهد الآن أن يحافظ الناس على دينهم، وأن يحافظوا على أمنهم, فالمسلم عليه أن يسعى في أن يحارب الفتنة، يعني: كون أننا نعرف هذه التفاصيل الآن من الحديث النبوي لا يعني أننا نشارك في الفتنة، أو أننا نسعى فيها، وإنما ندرأ الفتنة، فكونها ستقع فستقع ليس في مهرب, لكن هل معنى ذلك أن تقع على أيدينا نحن؟ أبدا.
ولذلك فإننا نسأل الله أن يعصمنا من الفتن، لأن الفتن هذه إذا نزلت لا تعرف ماذا سيكون الموقف فيها؟ ممكن إنسان يكفر، ويقتل، وينهب، يضل يكون مؤمناً ويصبح كافراً؛ لأنه قال في الحديث: يمسي مؤمناً فيصبح كافراً
إذًا المطلوب نشر العلم، نشر الوعي، نشر الأمن، والمحافظة على الأمن، والوعي، والدين، والدعوة، والتربية، والمكتسبات الشرعية، وتثبيت النفس، وتثبيت الناس هذا هو المطلوب؛ لأن الإنسان إذا عرف أن شيئاً من هذا سيحدث، فإنه سيصيبه الخوف من أن يكون في حياته، ولذلك يسعى، ويكافح ألا يكون هذا في حياته يدرأ الفتن، أما إذا شاء الله وقوعها ستقع بالتأكيد.
نهاية فتنة الدهيماء ونهاية هذه الفتن المتلاحقة
نهايتها أن الناس ينقسمون إلي معسكرين، إلى فسطاطين، يتمايزون هذه الفتن تميز بعضهم عن بعض:فأهل الإيمان يذهبون في معسكر، وتجمع خاص بهم، فسطاط إيمان لا نفاق فيه، لا في أصله ولا في فصله، ولا في اعتقاده ولا في عمله، ناس خالصون من النفاق، لا نفاق الاعتقاد، ولا نفاق العمل؛ لأنه قال: فسطاط إيمان لا نفاق فيهفلا: نافيه، ونفاق: نكرة، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، لا نفاق لا أصغر ولا أكبر، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه لا أصلاً ولا كمالاً.
وإنما هو مجموعة من هؤلاء العفنين المنافقين أهل الكفر، والكذب، والخيانة، ونقض العهد كلهم يجتمعون مع بعض، وإذا حدث هذا انتظروا الدجال، أي ظهور الدجال من يومه، أو من غده.
إذاً الأمة هذه أمة محمد ﷺ ستمر بثلاث فتن قطعاً ما فيها نقاش، ولا تردد في الحكم؛ لأنها خبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام الأمة مقبلة على مرحلة فوضى عارمة بلا شك ولا ريب، عارمة في كل شيء ستكون نتائجها قتل وسلب، ستكون نتائجها مصائب في كل البيوت، وكل الأسر، وكل العوالم بلا شك.
لكن متى سيكون هذا؟!!
الله أعلم, إنما سيقع، وستتمخض القضية في النهاية عن فسطاط إيمان يقوده المهدي ، وينزل فيهم المسيح، وفسطاط نفاق سيكونون أتباع الدجال، وهؤلاء الذين سيقاتلون معه.
ولذلك الشاهد الآن أن يحافظ الناس على دينهم، وأن يحافظوا على أمنهم, فالمسلم عليه أن يسعى في أن يحارب الفتنة، يعني: كون أننا نعرف هذه التفاصيل الآن من الحديث النبوي لا يعني أننا نشارك في الفتنة، أو أننا نسعى فيها، وإنما ندرأ الفتنة، فكونها ستقع فستقع ليس في مهرب, لكن هل معنى ذلك أن تقع على أيدينا نحن؟ أبدا.
ولذلك فإننا نسأل الله أن يعصمنا من الفتن، لأن الفتن هذه إذا نزلت لا تعرف ماذا سيكون الموقف فيها؟ ممكن إنسان يكفر، ويقتل، وينهب، يضل يكون مؤمناً ويصبح كافراً؛ لأنه قال في الحديث: يمسي مؤمناً فيصبح كافراً
إذًا المطلوب نشر العلم، نشر الوعي، نشر الأمن، والمحافظة على الأمن، والوعي، والدين، والدعوة، والتربية، والمكتسبات الشرعية، وتثبيت النفس، وتثبيت الناس هذا هو المطلوب؛ لأن الإنسان إذا عرف أن شيئاً من هذا سيحدث، فإنه سيصيبه الخوف من أن يكون في حياته، ولذلك يسعى، ويكافح ألا يكون هذا في حياته يدرأ الفتن، أما إذا شاء الله وقوعها ستقع بالتأكيد.