-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

أركان الصلاة في الاسلام

أركان الصلاة

أركان الصلاة

مقدمة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن سلك دربهم إلى يوم الدين ، وبعد.
هذه المقالة الفقهية فرغتها من محاضرة الأخطاء الشائعة في الصلاة لشيخي العلامة محمد الحسن الددو الشنقيطي ، وفصلت ما أشار إليه ، وبينت ما قد يلتبس ، وأرفقت ما أشر إليه من الأحاديث بذكر وراتها ومصدرها، وأضفت أشياء تركها اعتمادا من على سابق ذكر لها أو اعتمادا على انتشارها بين طلبة العلم ، فإن أصبت فمن الله ثم من تعليم شيخي العلامة الددو حفظه الله ، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، ولا تنسوني من صالح الدعاء.
 

أركان الصلاة ثلاثة أقسام

أركان قولية

تكبيرة الإحرام ، قراءة الفاتحة ، السلام ، ومعها مكملاتها من الاستفتاح ، وقراءة السورة ، والتشهد والدعاء

أركان فعلية

أ‌) القيام لتكبيرة الإحرام

ويجب على الإنسان أن يأتي بها وهو قائم وقيامه يكون معتدلا فلا يلصق قدميه ولا يباعد يبنهما بعدا شديدا ولكن يتوسط ، وكذلك لا يرفع رأسه إلى السماء ولا يخفضها إلى الأرض ولكن يجعلها معتدلة كأنه ينظر إلى وجه نفسه في المرآة ، وكذلك لا يرفع كتفيه أثناء التكبير للإحرام أو غيره في الصلاة ، وعليه أن يرفع يديه بطمأنينة واعتدال ولتكن يديه في محاذاة أذنيه ولا حرج إن رفع قليلا أو خفض قليلا ويكون رفعهما أثناء الشروع في التكبير

ب‌) وقراءة الفاتحة

وأثناء القراءة لا يضع شيء يغطي به وجهه أو فمه ، وعلى الإمام والمأموم أن يكون متقنا للفاتحة والسورة المقروءة يأتيها مضبوطة بأحكامها وإن شاء فليقرأ بالحدر أو التحقيق  وعلى الجاهل أن يبادر بتعلم أحكام القراءة ، وعند الانتهاء من القراءة فليكبر للانتقال إلى الركوع

ت‌) الركوع والرفع منه

عند التكبير للانتقال إلى الركوع تكون اليدين بمحاذات الكتفين ، ثم يكون الركوع ولا يتحرك شيء من النصف السفلي عند الركوع ، ويجب أن يكون الظهر مستقيما والرقبة على نفس الاستقامة ، ولا يشترط أن ينظر المصلي إلى موضع سجوده ، ولتكن الركبة في راحة الكف والأصابع متفرقة ، وقد اتفق الفقهاء، رحمهم الله، على أن أذكار الركوع هي التسبيح، لحديث عقبة بن عامر، رضي الله عنه، قال: لما نزلت الآية «فسبح باسم ربك العظيم»، (الواقعة ( 96))، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في ركوعكم» (رواه أبو داوود) ، أما الدعاء في الركوع فالمالكية قالوا أنه مكروه، والشافعية قالوا: الدعاء في الركوع مستحب.
والرفع من الركوع لابد أن يكون بسهولة ، ويرفع الإنسان يديه معه مثل رفعه عن الانتقال إلى الركوع ، ثم يقف مثل وقوفه للفريضة لكنه يملك الحق في القبض بيديه أو السدل بأن يرخهما ؛ لأنه لم يرد في ذلك نص عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن الأحاديث التي وردة هي في القيام الأول أثناء القراءة ، ولا يقبض أصابعه سوءا أسدل يده أو قبضها ، ويستحب أن يزيد مع التحميد ما ورد من اثناء والدعاء ، فعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا رفَع رأسَه مِن الرُّكوعِ قال: "ربَّنا لك الحمدُ، مِلْءَ السَّمواتِ والأرضِ، ومِلْءَ ما شِئتَ مِن شيءٍ بعدُ، أهلَ الثَّناءِ والمجدِ، أحقُّ ما قال العبدُ، وكلُّنا لك عبدٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِما أعطَيتَ، ولا مُعطيَ لِما منَعتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ")) [رواه مسلم]  ، ثم يكبر أثناء الانتقال من السجود.

ث‌) السجود

عند الانتقال إلى السجود لا بد أن يبدأ تكبيرة مع بداية انتقاله إلى السجود وينتهي تكبيره عند سجوده ، واختلف العلماء في الانتقال إلى السجود هل يبدأ بوضع يديه أم ركبتيه وكلى ذلك واسع فإذا وضع يديه أو قدميه فلا يضرب بهما الأرض ، ولتكون ركبتيه متقاربتان فلا هما ملتصقتان ولا هما متفرقتان ، ولا يجنح بيديه فيؤذي الذي عن يمينه والذي عن شماله.
وإذا سجد فالتلمس الأرض أطراف أصابع قدميه وركبتيه ويديه وأنفه وناصيته فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أسجد على سبعة أعظُمٍ: على الجبهة وأشار بيده على أنفه، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت الثياب والشعر" [متفق عليه (في رواية البخاري {أمرنا})] ، ولا بد أن تحمل كل عظمة من السبعة أعظم جزء من الإنسان فلا يلعب بقدميه ولا يرفع أنفه ولا يحك رأسه لتظهر له زبيبة الصلاة فقد زم النبي صلى الله عليه وسلم أقواما يفعلون ذلك وقال تكون جباههم مثل ركبة العنز.
أما معنى قوله تعالى: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) ابن عباس: هي السَّمْت الحسن، وقال بعض السلف: “من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار” روى هذا على أنه حديث مرفوع إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والصحيح أنه موقوف على جابر.، وقال بعضهم عن السيما: إن للحسنة نورًا في القلب وضياء في الوجه وسَعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس. ومنه قول عثمان: ما أسرَّ أحد سريرة إلا أبداها الله على صَفَحات وجهه وفلَتات لسانه ، فينبغي الاحتراز من كل ذلك ولا ينبغي أن يكون هناك شيء منها في الصلاة.
وليكن طول جسمه من كبير أصابع قدميه إلى نهاية جبهته ثلاثة أزرع بالإبهام بمقياس زراعه وإبهامه (أي المصلي)
أما عن أذكار السجود فهي التسبيح ثلاث تسبيحات على الأقل وقال بعضهم واحدة والإكثار من الدعاء ، وقد ورد عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: ((كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكثِرُ أنْ يقولَ في ركوعِه وسجودِه: سُبحانَكَ اللهمَّ ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفِرْ لي، يتأوَّلُ القُرآنَ" [متفق عليه] ، وعن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أقرَبُ ما يكونُ العبدُ مِن ربِّه وهو ساجدٌ؛ فأكثِروا الدُّعاءَ" [رواه مسلم]

ج‌) الجلوس

وهو يكون على هيئة الافتراش (أن يجعل الإنسان رجله اليسرى تحت وركيه ، ويسند الرجل اليمنى على أصابعها في الأرض) ويجز له أن يجلس جلسة الإقعاء (وهو أن يجلس على عقبيه بين السجدتين ويداه على فخذيه، ويجلس على عقبيه) ويجوز له أن يجلس جلسة التورك (يجلس على الأرض ويجعل رجله اليسرى تحت رجله اليمنى عن يمينه، هذا هو الأفضل في التشهد الأخير في الرباعية والثلاثية).
ويضع كفيه على فخذيه وأصابعه تكون مفرودة وتجاه القبلة ، وإذا كان في التشهد فله خمشة أوجه كلها ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم
1-    أن يقبض الخنصر والبنصر ويحلق الوسطى مع الإبهام ويشير بالسبابة وإن شاء يحركها ويكون ظهر اليد مشيرا إلى السماء
2-    أن يقبض الخنصر والبنصر والوسطى ويجعل الإبهام مفرودا بجوارهم ويشير بالسبابة سواء حركها أم لم يحركها  
3-    أن يدخل الإبهام تحت الوسطى ويقبض الخنصر والبنصر والوسطى ويشير بالسبابة
4-    أن يبسط الأصابع الأربعة ويشير بالسبابة
5-    أن يقبض بيده اليسرى على ركبته  
والصورة الأولى هي أشهر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن الأخطاء أن يشير بإصبعيه ؛ لأن المقصود التوحيد والإشارة بإصبعين مخالف للتوحيد

ح‌) السجود الآخر

مثل الأول
والقيام من السجود الآخر لا بد أن يعتمد القائم على يديه سواء اعتمد بهما على ركبتيه أو على الأرض ويديه مفرودتان أو قبضهما على هيئة العجن (القبض على هيئة العجن عند القيام ورد في حديث ضعيف ولكنه معمول به عن أهل العلم واعتمد عليه كثير منهم)

خ‌) الجلوس للسلام

يجلس على هيئة الافتراش، والأفضل له أن يجلس جلسة التورك في الصلاة الثلاثية والرباعية ، وليحذر من أن ينحرف عن اتجاه القبلة أو يميل رأسه أثناء توركه.
وفي التشهد الأول يقول "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله"
ويقول في التشهد الأخير "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" ويدعو لنفسه أو لمن يشاء أو على الظالمين.
وعند السلام يلتفت عن يمينه حتى يرى الجالس خلفه أنفه وعينه اليمنى ، ثم يلتفت عن يساره حتى يرى الجالس خلفه أنفه وعينه اليسرى ، ويكون الالتفات الثاني أكثر من الالتفات الأول
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم يمينا وشمالا ويقول بأي صور من هذه
1-    السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه ، السلام عليكم ورحمة الله عن شماله
2-    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن يمينه ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن شماله
3-    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن يمينه ، السلام عليكم ورحمة الله عن شماله
4-    السلام عليكم عن يمينه ، السلام عليكم عن شماله
5-    السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه فقط
وأفضلها وأشهرها الصورة الأولى (السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه ، السلام عليكم ورحمة الله عن شماله) ، والأفضل للإنسان أن لا ينصرف حتى ينتهي من ختام أذكار الصلاة ؛ لان أجرها عظيم جدا ، وليحذر من أن يمر من أمام المصلي أو أن يرفع صوته في المسجد ، وعلى الإمام أن يستقبل الناس بوجهه بعد انتهاء الصلاة وهذا الذي كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم  
هذه هي الأركان الفعلية ومعها مكملاتها كرفع اليدين عند تكبيرة الإحرام ، والقيام من الركوع ، وعند تكبيرة الرفع من الجلسة الوسطى ، وكذلك القبض في القيام (أن تقبض بيمناك على رسغ يسرك بحيث يلتصق كف اليمنى بظهر اليسرى) ، وكذلك هيئات الركوع والسجود والجلوس والالتفات بالسلام يمينا وشمالا.

3. أركان قلبية

وهي من عمل القلب وهي على ثلاثة أقسام

1) النيات

النية: هي قصد العمل وتوجه القلب إليه
فلا بد أن يعين الإنسان الصلاة التي سيؤديها فإن كان يريد صلاة الظهر فلينوي صلاة الظهر ، ولا يجهر الإنسان بالنية لأن محلها القلب كما أن الإنسان إن جهر بها فلا مانع لأن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بها فقال لبيك اللهم حجة لبيك للهم عمرة ، ولا تصح الأعمال بدونها ؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ..." [متفق عليه]
وعلى المأموم أن ينوي الاقتداء بالإمام لقول النبي صلى الله عليه "إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليؤتمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قرأَ فأَنصِتوا ..." [متفق عليه]
ويجب على الإمام أن ينوي إمامة الناس
وهناك النيات المكملة (كنية الأداء إذا كانت الصلاة داخل وقتها أو نية القضاء إذا كانت الصلاة سالفة عن وقتها أو نية الإعادة لمن صلى منفردا ثم وجد جماعة يصلون فيستحب أن يصلى معهم بنية جديدة)

2) الحضور

الحضور: أن يحضر الإنسان ما يقول ويفعل ، ويقصد منه التقرب إلى الله بالعبادة
وهذا الحضور يقتضي من الإنسان تذكر المناجاة الله سبحانه وتعالى ، ويقتضي التسبيح والاستغفار وتعظيم الله جل جلاله ، واستحضار القراءة حتي يكتب له أجرها.
وعلى قدر حضور القلب يكون الأجر في الصلاة فعن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها) [صححه أبو داود]

3) الخشوع

الخشوع: وهو استشعار عظمة الخالق جل جلاله
ومن مظاهرة الشعور بالقشعريرة عند قراءة القرآن أو سماعة ، أو البكاء من خشية الله ، أو الارتعاش ، ومن الأفضل أن تغشى الإنسان نوبة الخشوع كل ركعة على الأقل ، والخشوع لا يحصل إلا بالمجاهدة ، ومما يذهب الخشوع الانشغال بغير الصلاة أثناء الصلاة ، من أراد الخشوع فلا ينشغل بالحوائط ولا بزخرفات المسجد ولا بكلام المتحدثين ولا بثياب المصلين ، ولكن يشغل نفسه بتدبر الآيات ويحرص على إعطاء كل ركن من أركان الصلاة حقه فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلَّى في خَمِيصَةٍ لها أعْلَام، فَنَظَر إلى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً، فلمَّا انْصَرف قال: «اذهبوا بِخَمِيصَتِي هذه إلى أبي جَهْم وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أبي جَهْم؛ فإنها أَلْهَتْنِي آنِفًا عن صَلاتي» وفي رواية: «كنت أنظر إلى عَلَمِها، وأنا في الصلاة؛ فأخاف أن تَفْتِنَنِي». [متفق عليه]
 

المصادر

  1. القرآن الكريم
  2. صحيح البخاري
  3. صحيح مسلم
  4. سنن أبو داود
  5. محاضرة الأخطاء الشائعة في الصلاة للعلامة محمد الحسن الددو الشنقيطي
  6. الدر المختار
  7. الفواكه الدواني
  8. مغني المحتاج
  9. المغني لابن قدامة
  10. الاختيار
  11. التيسير والتكميل

الاسمبريد إلكترونيرسالة