تعتبر دولة الأندلس من الدول التي شهدت الفتح الإسلامي منذ زمن بعيد، وتمت إقامة دولة الأندلس في عام ٧١١ ميلادية، وتم تعميرها على يد الجنود المسلمين وكان ذلك بقيادة القائد طارق بن زياد وأطلق عليها المسلمون لقب ( شبه جزيرة أيبيريا ).
كتبت العديد من الكتب والمجلدات حول تاريخ الأندلس والفتوحات الإسلامية التي قام بها المسلمون من أجل نشرالدعوة وطمس ظلام الجهل، مثل كتاب:
قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط للكاتب والأديب راغب السرجاني، حيث أنه يعرض في كتابه معلومات عّن الأندلس من حيث الطريق وطبيعة المكان الجغرافي ووصف الأندلس قبل ظهور الإسلام بها، والعصور التي مرت عليها من عصور قوة وضعف و انتصارات وغيرها.
موقعة وادي برباط
هي المعركة التي حدثت ومن خلالها استطاع المسلمون أن يفتحوا بلاد الأندلس وينشروا الإسلام بها.وتعتبر موقعة وادي برباط من أكثر المعارك التي حدثت في التاريخ الإسلامي وكان هدفها نشر الدعوة الإسلامية.
يقول المؤرخين أن معركة وادي برباط تتشابه مع موقعة اليرموك وموقعة القادسية في تاريخ الإسلام، وتعد موقعة وادي برباط بالرغم من أهميتها إلا أنها يجهل بها عدد كبيرمن المسلمين.
تاريخها: ٢٨ من شهر رمضان عام ٩٢ هجرية، ٧١ ميلادية.
مكانها: حدثت الموقعة في منطقة وادي برباط أو (وادي لُكّة) وفِي روايات أخرى يسمى (لقة)
أحداثها:
كانت هناك نظرة ثاقبة للقائد الشجاع المغوار طارق بن زيادحيث أنه اختار هذا المكان لأنه ذات موقع استراتيجي فريد.
وقد وقع اختياره على هذا المكان لأن بالقرب منه يتواجد جبل شاهق، وفكر في أن يكون ذلك الجبل بمثابة ساتر يحمي الجنود المسلمين من هجمات الأعداء وأيضًا تم تحديد مجموعة من الجنود لكي تحمي ظهر المقاتلين المسلمين،بالإضافة إلى وجود بحيرة قريبة من المكان حتى تكون مصدر للشرب لهم.
يقول المؤرخين أن عدد الجنود المسلمين كان قليل جدًا عند مقارنته بعدد جنود الخصوم على الصعيد الآخر، حيث بلغ عدد المسلمين حوالي ١٢ ألف جندي مسلم أما كانت أعداد جيش العدو آلالاف المقاتلين.
والفرق هنا ليس في أعداد الجيوش ولكن الفرق الواضحيكمن في داخل نفوس الجنود أنفسهم، حيث أن جنودالمسلمين كان كل هدفهم هو الاستشهاد في سبيل الله،ونشر الإسلام ورفع راية الحق ومحو ظلام الكفر، أما الأعداءفهدفهم ينصب حول جمع الغنائم فقط.
تم فتح الأندلس وذلك بسبب ثقة المسلمين في ربهم، وذلكبسبب قوة العقيدة والإيمان، وذلك لأنهم مؤمنين بأن قوة القلب نابعة من صدق قول الله تعالى:
( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) صدق الله العظيم.
تميز القائد طارق بن زياد بصفات رحيمة وشجاعة، يقولالتاريخ أنه رجل قوي البنية والجسم، كان بالرغم منتواضعه إلا أنه كان مغرور في التعامل مع أعداد الله.
ذاع صيته بين البلاد بسبب ما حققه من نجاحات في نشرالإسلام حول بين الناس في أكثر من منطقة.
نتائج المعركة:
• استطاع المسلمون أن يقوموا بنزع صفحة من صفحاتالكفر والجهل التي كان السبب فيها جيوش القوطواليهود، وقامت الجنود المسلمة بنشر الإسلام وتعاليمهوتقاليده الشرعية.
• فاز الجنود المسلمين بعدد كبير من الغنائم والأسلحةوالسيوف والخيول العربية الأصيلة.
• استشهد حوالي عدد ٣٠٠٠ شهيد مسلم في هذهالمعركة وفازوا بدخول الجنة ونالوا الشهادة.(٢)ص٥٥
فتح الأندلس
بعد أن استطاع الجنود المسلمين من فتح مصر وليبيا وبلادالمغرب العربي ( تونس، المغرب، الجزائر ).وبعد ذلك دخلوا إلى الأندلس وهي الآن (أسبانيا والبرتغال) وذلك من خلال مضيق جبل طارق.وفي عام ٩٢ من الهجرة بالفعل نجح المسلمون في دخولالأندلس وكان ذلك خلال تولي الوليد بن عبدالملك للخلافةحينذآك.(٢) ص٢٣
أكاذيب حول مساعدة اليهود للمسلمين
هناك أكذوبة مغلوطة تنتشر في بعض المراجع الإنجليزية التي قام اليهود بتحريفها بأن هناك مساعدات قُدمت منقبل يُليان إلى المسلمين بقيادة طارق بن زياد.ولكن بعد البحث والتدقيق في المصادر العربية الصحيحة لميرد فيها أي معلومة حول أن اليهود قدموا مساعدة للمسلمين من أجل فتح الأندلس.
ولكن يقول مؤرخين التاريخ أن من الممكن أن دخول اليهودأثناء حركة الفتح الإسلامي من أجل إعاقة حركة الجنودالمسلمين.
مدينة غرناطة
قال التاريخ أن مدينة غرناطة قديمًا كانت من أجمل المدنفي ذلك الوقت، لأن كان هناك اهتمام كبير بها من حيث جمال المباني والشوارع الجميلة.بالإضافة من أن قصر الحمراء مازال يعتبر من أروع الآثارالتي تعبر عن الحضارة العريقة في الأندلس.
سقوط الأندلس
• بدأ الاضمحلال يحل على دولة الأندلس، وذلك بسبب هجمات الكاثوليك بقيادة فرديناند وإيزابيلا وهذه الضربات التي تحققت بسبب محاكم التفتيش حرقت كل من استمر على دين الإسلام وسقطت غرناطة عام١٤٩٢ميلادية.
• انتشر اللهو والفجور بشكل علني داخل الأندلس دونخوف أو خشية من أحد، حتى أن وقعت العديد من المسابقات في شرب الخمر، وفعل المعاصي والذنوب،والغناء.
• أصبح تفكير الناس والأمراء في الأندلس ينصب فقطعلى الطعام والشراب والثياب المصنوعة من الحريروالعيشة المليئة بالترف والمتعة.
• وقوع حكام الأندلس المسلمين في الخطأ وذلك بسبب ثقتهم في الخصوم وهم الصليبين ويقول التاريخ أنابن رزين حسام قام بإرسال عدد كبير من البضائع والهدايا الثمينة الباهظة في الثمن إلى ألفونسو حاكم أسبانيا وذلك بسبب نجاحه في احتلال طليطلة، وكان رد ألفونسو عليه رد يدل على الحقارة حيث أنه أرسل إليه قرد مما يدل على الاستهزاء.
• توقف رجال الدين والشيوخ عن بث روح الإيمان والعقيدة في قلوب الناس المقيمين داخل دولة الأندلس، وتوقفواعن عن منع الناس عن الوقوع في الأخطاء والمعاصي.
• وقام الأمراء بالسير وراء الحكام، واتبعوا سياسة النفاق والرياء لكي يصلوا لمكانة كبيرة في نفوس الأمراء،وبعض من هؤلاء العلماء ولكن أعدادهم محدودة ارتكبوا المعاصي والفواحش مثلما فعل الأمراء.
• ذكر التاريخ أن ابن خلدون كان يؤكد بشدة أن السببالرئيسي والأساسي حول سقوط وفشل دولة الأندلس هو الحياة بشكل خليع والبعد عن طريق الله، والتفكيرفي تحقيق رغبات الدنيا والوصول إلى كل ملذات الحياة.
• يقال أن الأمراء قاموا ببناء أماكن مخصصة للغناءواللهو، و قد استغلوا المدارس التي تخصصت فيتعليم الأطفال في الأندلس إلى مدارس لكي تعلم الغناءوالألحان.
• كثرة المشاحنات بين كل من فئة العرب وفئة البربر،والمشكلات بين الحكام وبعضهم البعض وبين أولادهم والأقارب على الوصول إلى العرش من أجل السيطرةعلى البلاد، وبسبب ذلك انتشر القتل والدم بين الناس وقتل عدد كبير من المسلمين يصل أعدادهم إلى حوالي٣٠٠٠ آلاف مسلم.
• استطاعت النساء أن تؤثر تأثير قوى على الحكام والسلطة مثل ولادة بنت المستكفي التي أرادت أن تتوصل إلى ولاية العهد وتتحكم في السلطة.
• تبدلت الألفاظ والمصطلحات الجيدة المحترمة التي كانتتقال حينذآك وتبدلت بأقوال وكلمات لا تناسب الذوق العام على الإطلاق.
• أصبحت الغيبة والنميمة شيء مباح دون خجل بين الناس بالإضافة إلى انتشار الكذب والخيانة والغدر والصفات السيئة التي تشوه صورة الإسلام.
• انتشر التفكير المادي من بين الناس وأصبح هدفهم الأول والأخير هو الوصول إلى تحقيق الأموال الطائلة.