-->
U3F1ZWV6ZTkxOTM0NzAwNjBfQWN0aXZhdGlvbjEwNDE0OTMzNDQ0Ng==
recent
الأحدث

هل يفتح المسلمون القدس؟


هل يفتح المسلمون القدس؟

مقدمة


هل يفتح المسلمون القدس؟ هذا السؤال يثير الكثير من النقاشات والتكهنات حول مستقبل المدينة المقدسة للمسلمين واليهود والمسيحيين على حد سواء. في هذا المقال، سنتناول موضوع إمكانية فتح المسلمين للقدس من خلال تحليل التاريخ والأحداث الحالية والتوقعات المستقبلية. سنناقش أيضًا العوامل المؤثرة على هذه القضية، وكيف يمكن للمسلمين والمجتمع الدولي التعامل معها.

تاريخ القدس في الإسلام

الفتح الإسلامي الأول


في العام 637م، استولى المسلمون بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب على القدس بعد فترة من الحصار. أولى خطوات عمر في المدينة كانت ضمان حرية العبادة للمسيحيين واليهود والمحافظة على الأماكن المقدسة. منذ ذلك التوقيت، بدأت العديد من القبائل العربية الإسلامية في التوافد إلى فلسطين واستقرارها هناك.

العهود الإسلامية المختلفة


خلال القرون اللاحقة، تبادلت العديد من الدول الإسلامية السيطرة على القدس وفلسطين، بدءًا من الأمويين والعباسيين والفاطميين والسلاجقة والأيوبيين والمماليك. كان لكل من هذه العهود تأثيرها على المدينة والمنطقة المحيطة بها.

الاحتلال الصليبي


في الفترة بين 1099 و1187، احتل الصليبيون القدس وأسسوا مملكة أورشليم المستقلة. قام المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي بطرد الصليبيين واستعادة القدس عام 1187.

الحكم العثماني


في العام 1516، استولت الدولة العثمانية على فلسطين والقدس وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية لمدة أربعة قرون.

القدس في الوضع الراهن

الصراع الإسرائيلي الفلسطيني


منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، أصبحت القدس محور الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. حيث يسعى الفلسطينيون لجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، بينما ترفض إسرائيل هذا المطلب.

القرارات الدولية وموقف المجتمع الدولي


على مر السنين، شهدت القدس العديد من القرارات الدولية والمبادرات السلمية لحل الصراع. ومع ذلك، لا يزال الوضع متوترًا ويتطلب جهودًا مستمرة من المجتمع الدولي للتوصل إلى حل عادل ودائم.

فتح المسلمون للقدس

إننا على يقينٍ لا نشك فيه طرفة عين أننا فاتحون القدس يومًا ما، هذا وعد الله عز وجل، {وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الحج: 47]، ووعد نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فكونوا على يقينٍ أنَّ القدس سيعود للمسلمين، ووالله كأني باليهود وهم يقتلون شر قِتلة على أبواب القدس، ويُساقون في ذلة ومهانة إلى الأسر، قد فزعت قلوبهم، وامتلأت رعبًا من عباد الله المؤمنين، فحاولوا الفرار والاختباء من بطشهم، لكن أنَّى الفرار، وقد سلط الله عليهم عبادًا له أولي بأسٍ شديدٍ؟ قال الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء: 4 - 7]. 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ! يَا عَبْدَ اللهِ! هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ » . 

 وعن عَبْد اللهِ بْن عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِئ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الحَجَرِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ» . 

وعن عَوْف بْن مَالِكٍ رضي الله قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: "اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا" .

 وعَنِ عَبْد اللَّهِ بْن حَوَالَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «لَتُفْتَحَنَّ لَكُمُ الشَّامُ، ثُمَّ لَيُقَسَّمَنَّ كُنُوزُ فَارِسَ وَالرُّومِ، وَلَيَكُونَنَّ لِأَحَدِكُمْ مِنَ الْمَالِ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُعْطَى مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا»، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، فَقَالَ: «يَا ابْنَ حَوَالَةَ! إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ نَزَلَتْ بِأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَقَدْ أَتَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ إِلَى رَأْسِكَ» . 

فأبشروا بنصر الله، وكونوا على ثقةٍ من وعده سبحانه وتعالى، ولئن أدركتنا المَنية وما شرَّفنا ربنا بصلاة في المسجد الأقصى فيكفينا شرفًا أن نموت ونحن نسعى جاهدين لتحرير القدس بتحرير أنفسنا من أسر الشهوات والملذات، وأن نُشرِبَ أولادَنا حبَّ مدينة القدس، وأن نغرس في قلوبهم حبَّ دينهم وبذل أرواحهم رخيصةً في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى.
الاسمبريد إلكترونيرسالة