قوم ثمود
جاء جميع الأنبياء والمرسلين من أجل العظة والهداية وأيدهم الله عز وجل بالمعجزات وتأكد صدق رسالتهم وأنهم مبعوثين من عند الله عز وجل.
حيث جاءت جميع المعجزات الأنبياء والمرسلين مشابه إلى المهنة والحرفة التي يبدعون فيها قومهم، جاءت معجزة القرآن الكريم لقوم من القوم الذين اشتهروا في الفصاحة والبلاغة وهى معجزة سيد الخلق آخر المرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
وجاء سيدنا موسى عليه السلام بسحر عظيم في قوم اشتهروا بالسحر وأيضا برعوا ونجحوا فيه، وجاء النبي صالح عليه السلام بمعجزة الناقة الضخمة
والتي خرجت من الصخور ناقة عظيمة وهي تأكل وتشرب مثلهم وأيضا تعطي لهم اللبن، وهم قوم ثمود بارعين في النحت على الصخور بشكل لا مثيل له ومن أجل ذلك أرسل عليهم ناقة ضخمة وعظيمة برقة لها أبصارهم و جفت حلوقهم واقشعرت لها أجسادهم وربطت ألسنتهم.
لقد مر بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، وهي أرض بين الأردن والحجاز وهي بالقرب من منطقة تبوك،حتي نزل بمساكن قوم ثمود فنهي النبي ﷺ عن الأكل فيها أو الشرب منها وقال ﷺ : لاتدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم الاأن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم ماأصابهم .
سكن قوم ثمود
لقد مر بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، وهي أرض بين الأردن والحجاز وهي بالقرب من منطقة تبوك،حتي نزل بمساكن قوم ثمود فنهي النبي ﷺ عن الأكل فيها أو الشرب منها وقال ﷺ : لاتدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم الاأن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم ماأصابهم .
وبرع قوم ثمود ببناء القصور والبيوت العظيمة وأيضا برعوا في النحت على الصخور بشكل محترف ومبدع لا مثيل له وهيا موجودة حتى الأن، ولكن قوم ثمود كفروا بالله الواحد الأحد وتمسكوا بعبادة الأصنام.
قال تعالى (وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ عادٍ وَبَوَّأَكُم فِي الأَرضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهولِها قُصورًا وَتَنحِتونَ الجِبالَ بُيوتًا فَاذكُروا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ)
دعوة سيدنا صالح عليه السلام لقومه
بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا صالح عليه السلام يدعو قومه ثمود إلى عبادة الله الواحد الأحد والتوحيد به، وترك عبادة الأوثان والأصنام.
كان سيدنا صالح عليه السلام أكثرهم علم وخلق وارفعهم في النسب، وكان من عائلة عريقة وعظيمة وكان دائما قوم ثمود يأتوا إليه من أجل النصيحة والإرشاد في جميع أمورهم وأيضا مشاكلهم لأنه كان عليه السلام يتصف بالعقل والحكمة، وبالتالي كانوا على وشك ينصبوه ملكا عليهم.
إلا أن سيدنا صالح عليه السلام بدأ بالدعوة إلى الله عز وجل والتوحيد بالله وترك عبادة الأصنام، وبين لهم كل النعم التي منحها الله عز وجل لعباده يجب الشكر والحمد لله، أعطاهم الله كل الرزق قال تعالى
(أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ*فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ)
(وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ).
ولكن سيدنا صالح عليه السلام تمسك بالدعوة إلى الله عز وجل وعرض ذلك الدين بكل السبل الترغيب والتحبيب، وذكرهم بالعديد من هذه النعم أفضل الله عليهم ولكنهم أصروا على موقفهم من الكفر والعصيان إلى الله عز وجل، حتى اتهموا سيدنا صالح أنه ساحر قال تعالى "قالوا إنما أنت من المسحورين".
معجزة سيدنا صالح عليه السلام
كانوا قوم ثمود مجتمعين في ناد لهم ودخل عليهم سيدنا صالح عليه السلام ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وبالتالي هم كذبوه وأنكروا عليه، ثم فكروا وأشاروا عليه أن تخرج ناقة من هذه الصخرة القريبة منهم
أخذ سيدنا صالح عليه السلام يصلي ويدعوا الله سبحانه و تعالى أن يخرج عليهم ناقة تكون بمثابة المعجزة لهم لكي يؤمنوا ويصدقوه، فاستجاب له ربه فاشتقت من الصخرة ناقة ضخمة وعظيمة وبها جميع المواصفات المطلوبة تأكل وتشرب وتعطي اللبن، فأمن الكثير من أهل ثمود وآمنوا بعبادة الله ورسوله سيدنا صالح عليه السلام، وكفر الكثير وبقوا على عبادة الأصنام بل شككوا وكذبوا سيدنا صالح عليه السلام.
أجمع الكثير من قوم ثمود على إبقاء الناقة تأكل وتشرب وتعطي اللبن، وكانت بالفعل تشرب يوما كامل وقوم ثمود اليوم التالي.
قال الله تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ)
وبعد ذلك هم قوم بقتل الناقة من أجل أخذ أكبر قسط من الماء فعقروها، فورد في القرآن الكريم: (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
كيف عذب الله قوم ثمود ؟
بعد أن تآمروا على قتل الناقة بدأ كبار قوم ثمود على قتل نبيهم سيدنا صالح عليه السلام حيث اتفقوا على قتله بالليل، وعندما خرجوا من أجل قتل سيدنا صالح عليه السلام أنزل الله سبحانه و تعالى حجارة من السماء فأهلكتهم وفروا هاربين
فقال تعالى "قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ*وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ*فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ".
ماذا يستفاد من قصة قوم ثمود
لقد هدانا الله سبحانه و تعالى هذا الدين الإسلامي الحنيف وعلى يد أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام، وهدي كل أمة على يد رسولها، وأنه من نعم الله علينا أن أرسل إلى كل أمة رسول وذلك ويرشدهم إلى الطريق السليم والصحيح.
يرشد كل رسول من هذه الرسل الأمة أو القوم ليهديه ويعرفة طريق إلى الله عز وجل والإيمان والتوحيد به ويعرفهم طريقين الطريق الأول وهو الطريق الصحيح والإيمان ويؤدي إلى الجنة والنجاة، والطريق الثاني الضلال ويؤدي إلى الهلاك والعذاب، وأن يكون حجة عليهم يوم القيامة ومن أجل محاسبته.
وعندما أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء أيدهم بالمعجزات وتأكد على صدق رسالتهم وأنهم مبعوثين من عند الله عز وجل فمنهم من يؤمن ومنهم من يكفر.
وبالتالي حق عليهم العذاب والعقاب في الدنيا وبالتالي ينتظرهم عذاب عظيم وكبير في الآخرة.
المراجع
^ أ ب سورة الأعراف، آية: 74.
↑ سورة الشّعراء، آية: 146-148.
^ أ ب ت ث "نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام"، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-31. بتصرّف.
↑ سورة هود، آية: 63.
↑ سورة الشّعراء، آية: 153.
↑ سورة القمر، آية: 28.
↑ سورة الأعراف، آية: 77.
↑ "تفاصيل قصة ثمود واسم الذي عقر الناقة"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-31. بتصرّف.
↑ "قصة صالح نبي ثمود عليه الصلاة والسلام"، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-10. بتصرّف.
↑ سورة النمل، آية: 49-51.